زبدة القول

بلا شك قطر غير جادة

| د. بثينة خليفة قاسم

خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬تخيل‭ ‬الكثيرون‭ ‬ولست‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬قطر‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الأربع،‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬الحل،‭ ‬واستدل‭ ‬كثيرون‭ ‬ببعض‭ ‬العلامات‭ ‬والمؤشرات،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬حضور‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬دورة‭ ‬الخليج،‭ ‬والهدوء‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬واثقة‭ ‬أنه‭ ‬مؤقت‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬القطرية‭.‬

وما‭ ‬إن‭ ‬انتهت‭ ‬تلك‭ ‬الاحتفالية‭ ‬الرياضية‭ ‬الخليجية‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬قطر‭ ‬لاتجاهها‭ ‬المعاكس‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وعادت‭ ‬مناكفاتها‭ ‬الإعلامية‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأربع‭ ‬المقاطعة‭ ‬لها‭. ‬

وتعاملت‭ ‬قطر‭ ‬باستخفاف‭ ‬مع‭ ‬الدورة‭ ‬الأربعين‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬مؤخرا،‭ ‬حيث‭ ‬أرسلت‭ ‬من‭ ‬ينوب‭ ‬عن‭ ‬أميرها‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تفويض‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمة،‭ ‬وعاد‭ ‬أيضا‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬ليطلق‭ ‬تصريحات‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬لن‭ ‬تتغير،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية‭. ‬

وقد‭ ‬اضطر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البحريني‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬قطر‭ ‬غير‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأربع،‭ ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البحريني‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعوديةتجاوز‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬كلام‭ ‬غير‭ ‬دقيق‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬بحث‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭.‬

الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مراء‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬غير‭ ‬جادة‭ ‬لأسباب‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬قرارها‭ ‬وأن‭ ‬قطر‭ ‬مجرد‭ ‬منصة‭ ‬وأداة‭ ‬لدول‭ ‬كبرى‭ ‬تستخدمها‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وجميع‭ ‬الكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الموجودة‭ ‬والتي‭ ‬تتمتع‭ ‬قطر‭ ‬بصلات‭ ‬وثيقة‭ ‬معها‭. ‬إن‭ ‬عودةقطر‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬ولا‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬القائم‭ ‬مادامت‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ولم‭ ‬توقف‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬يحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنف‭ ‬ومادامت‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭.‬