فجر جديد

مشاكل الجيران

| إبراهيم النهام

لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬خبرا‭ ‬تداولته‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬جار‭ ‬لجأ‭ ‬للقضاء‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬خلافاته‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭ ‬بسبب‭ ‬“كراج”‭ ‬بالمحرق،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬شارحا‭ ‬في‭ ‬دعواه‭ ‬بأنه‭ ‬يمتلك‭ ‬منزلا‭ ‬بواجهة‭ ‬صغيرة‭ ‬لضيق‭ ‬منزل‭ ‬جارة،‭ ‬وأن‭ ‬الأخير‭ ‬فتح‭ ‬مرآبا‭ ‬بخليفة‭ ‬منزله‭ ‬سبب‭ ‬له‭ ‬أضرارا‭.‬

هذا‭ ‬الخبر‭ ‬هو‭ ‬بواقع‭ ‬الأمر،‭ ‬نافذة‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين؛‭ ‬بسبب‭ ‬تجاوزات‭ ‬بعض‭ ‬الجيران‭ ‬القانون،‭ ‬وللأدب‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬مع‭ ‬الجيران،‭ ‬وفق‭ ‬منطلق‭ ‬الأنانية‭ ‬الشخصية‭ ‬البحتة‭.‬

وأشير‭ ‬هنا‭ ‬لبعض‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬بمدينة‭ ‬حمد‭ ‬تحديدا،‭ ‬وبالأخص‭ ‬الدوارات‭ (‬19‭) ‬و‭(‬20‭) ‬و‭(‬21‭) ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬أخرى‭ ‬بالمدينة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الجيران،‭ ‬هي‭ ‬كالتالي‭:‬

‭# ‬حجز‭ ‬المواقف‭ ‬العامة‭ ‬وتظليلها‭ (‬بالقوة‭) ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬الجيران‭ ‬أو‭ ‬البلدية‭.‬

‭# ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬يتسبب‭ ‬بها‭ ‬البعض‭ ‬بفرش‭ (‬البسطات‭) ‬على‭ ‬الأرصفة‭ ‬وتحت‭ ‬أعمدة‭ ‬الإنارة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬للتسامر،‭ ‬والحديث،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يعزم‭ ‬أصحابه‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬وكأنه‭ ‬الرصيف‭ ‬ملكا‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬يتحول‭ ‬الحي‭ ‬بفعل‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات‭ ‬أقرب‭ ‬لمزرعة‭ ‬دواجن،‭ ‬يمتد‭ ‬ضوضاؤها‭ ‬وصخبها‭ ‬في‭ ‬إجازات‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬بيوت‭ ‬الجيران،‭ ‬حتى‭ ‬أوقات‭ ‬متأخرة‭.‬

‭# ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفضاء‭ ‬الملاصقة‭ ‬للبيوت،‭ ‬للمنفعة‭ ‬الخاصة،‭ ‬بسياسة‭ ‬وضع‭ ‬اليد،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يحولها‭ ‬لمخازن‭ ‬أو‭ ‬مساحات‭ ‬زراعية‭.‬

‭# ‬استخدام‭ ‬أطراف‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬للأحياء‭ ‬لشي‭ ‬اللحوم‭ ‬والدجاج،‭ ‬وفرش‭ ‬السجاد‭ ‬للجلوس‭ ‬واحتساء‭ ‬الشاي،‭ ‬دون‭ ‬أخذ‭ ‬الاعتبار‭ ‬بحق‭ ‬الجار‭ ‬أو‭ ‬برأيه‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭. ‬

‭# ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬المواقف‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بسبب‭ ‬العزومات‭ ‬المتكررة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الساكنين‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويحرمهم‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬التنفع‭ ‬من‭ ‬المواقف،‭ ‬أو‭ ‬بقية‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬الأخرى‭.‬

‭# ‬رمي‭ ‬المخلفات‭ ‬والقاذورات‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬للعادة‭ ‬اليومية،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭ ‬مكبات‭ ‬للنفايات‭.‬

‭# ‬غسيل‭ ‬السيارات‭ ‬بطريقة‭ ‬فجة،‭ ‬مع‭ ‬تراكم‭ ‬المياه‭ ‬الآسنة‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬الشوارع‭ ‬ووسطها،‭ ‬وانبعاث‭ ‬الروائح‭ ‬النتنة‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يحدث‭ ‬والبلدية‭ ‬نائمة‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق،‭ ‬والتي‭ ‬لسببها‭ ‬يتصاعد‭ ‬الضرر،‭  ‬والخلافات‭ ‬والمشاجرات‭ ‬بين‭ ‬الجيران،‭ ‬ومعها‭ ‬الشكاوى‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وفي‭ ‬دهاليز‭ ‬المحاكم‭ ‬ودور‭ ‬القضاء،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬قانون،‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬غابة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صحراء،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬مسئولة‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬واجبها‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬أولها‭ ‬البلدية،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬ألا‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬القانوني،‭ ‬قبالة‭ ‬أي‭ ‬جار‭ ‬لا‭ (‬يحشم‭) ‬هذا‭ ‬الحق‭.‬