ومضة قلم

مأساة 3 طلاب

| محمد المحفوظ

هو‭ ‬حدث‭ ‬رائع‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬أن‭ ‬يعتزم‭ ‬الشاب‭ ‬إكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬تجشم‭ ‬للغربة‭ ‬وتحمّل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والوطن‭. ‬الطالب‭ ‬المغترب‭ ‬يأمل‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬تضمن‭ ‬له‭ ‬حياة‭ ‬الاستقرار‭. ‬لكننا‭ ‬اليوم‭ ‬إزاء‭ ‬معضلة‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬أتموا‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الماليزية‭ ‬الخاصة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لكنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬إيجابيات‭ ‬الجامعة‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬تعاونا‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬البريطانية‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجامعتين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادتين‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الماليزية‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬البريطانية‭. ‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬استلم‭ ‬الطلاب‭ ‬شهاداتهم‭ ‬والتصديق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الخارجية‭ ‬الماليزية‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬قسم‭ ‬معادلة‭ ‬الشهادات‭ ‬الأجنبية‭ ‬للتصديق‭ ‬عليها‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تقتضي‭ ‬معايير‭ ‬التصديق،‭ ‬وكان‭ ‬رد‭ ‬الموظف‭ ‬بأن‭ ‬البيانات‭ ‬مكتملة‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬الانتظار‭ ‬لاستلام‭ ‬رسالة‭ ‬نصية‭ ‬تفيد‭ ‬قبول‭ ‬إجراءات‭ ‬التصديق‭. ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬فوجئوا‭ ‬بأنّ‭ ‬عليهم‭ ‬الانتظار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬النتيجة‭ ‬وأن‭ ‬قرار‭ ‬التصديق‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬الانتظار،‭ ‬وبعد‭ ‬المراجعة‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬كان‭ ‬الرد‭ ‬بأنّ‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭.‬

وتم‭ ‬بالفعل‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬أفادت‭ ‬بأنها‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬بانكوك‭ ‬“تايلند”‭ ‬حول‭ ‬الأمر‭ ‬بوصفها‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬الإجراءات‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭. ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬جهتهم‭ ‬بادروا‭ ‬بمراسلة‭ ‬السفارة‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الماليزية‭ ‬كوالالمبور‭ ‬وأفادت‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬قرار‭ ‬التصديق‭ ‬وهو‭ ‬مكتمل‭ ‬البيانات‭. ‬وباشر‭ ‬الطلبة‭ ‬متابعة‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬لكنهم‭ ‬فوجئوا‭ ‬بأنّ‭ ‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬والأدهى‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يستلموا‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬حول‭ ‬متابعات‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭! ‬ولم‭ ‬ينتظر‭ ‬الطلبة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬فقرروا‭ ‬الذهاب‭ ‬للخارجية‭ ‬وتم‭ ‬إخبارهم‭ ‬بأنّ‭ ‬القرار‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭.‬

الذي‭ ‬اتضح‭ ‬للطلاب‭ ‬أنّ‭ ‬الجهتين‭ ‬التربية‭ ‬والخارجية‭ ‬تتقاذفان‭ ‬الأمر‭ ‬وتخليان‭ ‬مسؤوليتهما‭ ‬حول‭ ‬التصديق،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬المستجد‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬كما‭ ‬أفادهم‭ ‬موظف‭ ‬بالتربية‭ ‬أنّ‭ ‬العائق‭ ‬أمام‭ ‬التصديق‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬“ورقة‭ ‬اعتمادية”‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قام‭ ‬الطلاب‭ ‬بالتواصل‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬الماليزية‭ ‬لكنهم‭ ‬صدموا‭ ‬بأنّ‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬تمنح‭ ‬ورقة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬بتاتاً‭. ‬التربية‭ ‬تنفي‭ ‬أنها‭ ‬استلمت‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬علما‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬39‭ ‬طالبا‭ ‬تم‭ ‬تصديق‭ ‬شهاداتهم‭ ‬سابقا‭ ‬وفي‭ ‬مدة‭ ‬قصيرة‭. ‬

إنهم‭ ‬يتوجهون‭ ‬بالسؤال‭ ‬لمن‭ ‬بيده‭ ‬القرار‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لإخراجهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المأزق‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده‭.‬