المرأة في أعياد ديسمبر

| عبدعلي الغسرة

تتزامن‭ ‬احتفالات‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني‭ ‬مع‭ ‬أعياد‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬البحرينية،‭ ‬ففي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬تحتفل‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬البحرين‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد‭ ‬16‭/‬17‭ ‬ديسمبر،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2019م‭ ‬تحتفل‭ ‬المرأة‭ ‬بثمانين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬انخراطها‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬علمًا‭ ‬بأنها‭ ‬دخلت‭ ‬المدارس‭ ‬التعليمية‭ ‬قبل‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ (‬جوزة‭ ‬البلوط‭) ‬في‭ ‬1899م‭ ‬ــ‭ ‬أي‭ ‬ــ‭  ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬الرجل‭ ‬بعشرين‭ ‬عامًا‭.‬

وتحتفل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬2019م‭ ‬بمرور‭ ‬49‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬البحرينية‭ (‬نوفمبر‭ ‬1970م‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬تأسست‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬وباتت‭ ‬موجودة‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والأمنية‭ ‬من‭ ‬إدارية‭ ‬وفنية‭ ‬وتخصصية،‭ ‬فنراها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬تباشر‭ ‬أعمالها‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬حاجة‭ ‬المجتمع‭ ‬إليها‭ ‬كالرجل‭ ‬بجانب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والتمسك‭ ‬بالأعراف‭ ‬والتقاليد‭.‬

وبفضل‭ ‬الله‭ ‬ورعاية‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وجهود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وبفضل‭ ‬شجاعة‭ ‬المرأة‭ ‬وصدق‭ ‬أدائها‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬عالية‭ ‬وإمكانية‭ ‬كبيرة‭ ‬فإنها‭ ‬تقلدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬متسلحة‭ ‬بمستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والاستعداد‭ ‬للعمل‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬

والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يحتفل‭ ‬بأعياده‭ ‬الوطنية‭ ‬يوجه‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بذلته‭ ‬وتبذله‭ ‬من‭ ‬جُهد‭ ‬متميز‭ ‬أوصلها‭ ‬إلى‭ ‬مراتب‭ ‬عُليا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بجانب‭ ‬دورها‭ ‬الأسري‭ ‬الناجح‭ ‬حيث‭ ‬تزرع‭ ‬في‭ ‬أطفالها‭ ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬الخير‭ ‬وبث‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬فيهم،‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬وئام‭ ‬وطنهم،‭ ‬فالمرأة‭ ‬أينما‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبدونها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأمة‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬مسيرتها،‭ ‬فوراء‭ ‬كل‭ ‬أمة‭ ‬عظيمة‭ ‬امرأة‭ ‬أعظم‭.‬

وقد‭ ‬أعطى‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تستحق‭ ‬وفتح‭ ‬لها‭ ‬المجال‭ ‬الكبير‭ ‬لتشارك‭ ‬كمواطنة‭ ‬رشيدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ميادين‭ ‬العمل،‭ ‬وارتفع‭ ‬تمثيلها،‭ ‬فقدمت‭ ‬المرأة‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬آمن‭ ‬ومتماسك،‭ ‬مجتمع‭ ‬ينعم‭ ‬بالسعادة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتسامح‭ ‬والسلام‭. ‬ويحق‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وما‭ ‬يجعلها‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية،‭ ‬وأثبتت‭ ‬حضورًا‭ ‬مُتميزًا‭ ‬واحتلت‭ ‬صدارة‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاركات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬النشاطات‭ ‬والبرامج‭.‬