ومضة قلم

في عيد الوطن الكبير

| محمد المحفوظ

بطاقة‭ ‬تهنئة‭ ‬حقيقية‭ ‬نبعثها‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬يومه‭ ‬الكبير،‭ ‬فكل‭ ‬فرد‭ ‬يحبّ‭ ‬وطنه‭ ‬ويذوذ‭ ‬عن‭ ‬حياضه‭ ‬يحن‭ ‬إليه‭ ‬إذا‭ ‬نأى‭ ‬عنه،‭ ‬ويبقى‭ ‬القلب‭ ‬معلقا‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬يؤول‭ ‬إليه‭. ‬أستحضر‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أحد‭ ‬شعراء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الغربة‭ ‬وهو‭ ‬يكتوي‭ ‬بالحنين‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬وشعوره‭ ‬الدافق‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬يغمر‭ ‬جوانحه‭ (‬حتام‭ ‬يحلم‭ ‬بالضفاف‭ ‬شراعي‭... ‬ولها‭ ‬يمّد‭ ‬يمّد‭ ‬ألف‭ ‬دراع‭. ‬وطني‭ ‬ستبقى‭ ‬الأرض‭ ‬عندي‭ ‬كلها‭... ‬حتى‭ ‬أعود‭ ‬إليك‭ ‬أرض‭ ‬ضياع‭).‬

في‭ ‬يوم‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬ليس‭ ‬بوسع‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الحياد،‭ ‬لأنّ‭ ‬مساحة‭ ‬الوطن‭ ‬تكبر‭ ‬آلاف‭ ‬المرات‭ ‬ورقعته‭ ‬الجغرافية‭ ‬تتسع‭ ‬حتى‭ ‬تغدو‭ ‬بمساحة‭ ‬الكون‭ ‬وتزيد‭ ‬أسماك‭ ‬بحره‭ ‬وتكثر‭ ‬أشجاره،‭ ‬فالوطن‭ ‬لا‭ ‬يختزل‭ ‬بمساحة‭ ‬محدودة‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬ترعرنا‭ ‬على‭ ‬ترابها‭ ‬لكنه‭ ‬عشق‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬العروق‭ ‬هو‭ ‬الهويّة‭ ‬والكيان‭.‬

منذ‭ ‬أن‭ ‬انطلق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية‭ ‬والبحرين‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ونهضة‭ ‬ثقافية‭ ‬وتعليمية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬قطعت‭ ‬أشواطا‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬التنمية،‭ ‬وأبرز‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬بوصفها‭ ‬من‭ ‬المرتكزات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬لتقدم‭ ‬الأمة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬خطاباته‭ ‬بالقول‭ ‬“إنّ‭ ‬أبواب‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬بالطرق‭ ‬القانونية‭ ‬مفتوحة‭ ‬للجميع”،‭ ‬وما‭ ‬تخصيص‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الصحافة‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬المساندة‭ ‬والرعاية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الصحافة‭. ‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬تغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الانتماءات‭ ‬الضيقة‭ ‬والاعتبارات‭ ‬الأخرى‭ ‬صيانة‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعميق‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والتآلف‭ ‬والتصدي‭ ‬لدعوات‭ ‬الكراهية‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭.‬

في‭ ‬عيد‭ ‬الوطن‭ ‬تجيش‭ ‬الصدور‭ ‬بالأمنيات‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للشباب‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات،‭ ‬حيث‭ ‬ينتظر‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬الفرصة‭ ‬لنيل‭ ‬الوظيفة،‭ ‬والمتقاعدون‭ ‬ينتظرون‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬كواهلهم‭ ‬ومنحهم‭ ‬تسهيلات‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وتبقى‭ ‬أمنية‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬لأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بالارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬النيابيّ‭ ‬وملامسة‭ ‬هموم‭ ‬المواطن‭.‬