فجر جديد

أحمر وأبيض

| إبراهيم النهام

تحتفي‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد،‭ ‬وعيد‭ ‬جلوس‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والذي‭ ‬نجح‭ ‬بأن‭ ‬يُقدم‭ ‬للمنطقة‭ ‬وللعالم‭ ‬نموذجاً‭ ‬رشيداً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬بيت‭ ‬الحكم،‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬والمشارب،‭ ‬ولتصبح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومع‭ ‬انقضاء‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية‭ ‬رائدة،‭ ‬شامخة،‭ ‬ينظر‭ ‬لها‭ ‬باحترام‭ ‬وثقل‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬والأُممية‭.‬

ولربما‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬قريناتها‭ ‬ونظيراتها‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬المعمورة،‭ ‬هي‭ ‬السمات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬نفسه،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬سباقاً‭ ‬في‭ ‬نهل‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وفي‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتميز،‭ ‬والترحيب‭ ‬بالآخر،‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الآخر‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تحديداً،‭ ‬تسارعت‭ ‬وتيرة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لمشروع‭ ‬ملك‭ ‬طموح‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وحي‭ ‬ولافت،‭ ‬ألقت‭ ‬بظلال‭ ‬إيجابية‭ ‬ومؤثرة‭ ‬على‭ ‬صلب‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والمقيم‭ ‬معاً،‭ ‬ومكنت‭ ‬الكثر‭ ‬منهم‭ ‬ببدء‭ ‬حياة‭ ‬جديدة،‭ ‬وأمل‭ ‬جديد،‭ ‬يتقاسمون‭ ‬خلاله‭ ‬المشاركة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الفردية‭.‬

هذه‭ ‬المسؤوليات‭ ‬الناضجة‭ ‬والتي‭ ‬يتشارك‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬مشروع‭ ‬العاهل‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬أسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الدولة‭ ‬لمنسوب‭ ‬حرية‭ ‬الإعلام‭ ‬والرأي،‭ ‬وفي‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وفي‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬التعددية‭ ‬الدينية‭ ‬والمذهبية‭ ‬على‭ ‬مصراعيها،‭ ‬وخلق‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬وتعليم‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التنافسية‭ ‬والإبداع،‭ ‬وإحلال‭ ‬الكفاءات،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬تبادلي‭ ‬ووطني،‭ ‬يعي‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬فيها‭ ‬ماله‭ ‬من‭ ‬حقوق،‭ ‬وما‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬واجبات‭.‬

اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬والأبيض،‭ ‬هو‭ ‬الوشاح‭ ‬الجامع‭ ‬الذي‭ ‬يكتسيه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬والتي‭ ‬أسسها‭ ‬الأجداد‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬بقعة‭ ‬مضيئة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬علامتها‭ ‬الفارقة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يحبه‭ ‬ويحترمه‭ ‬الجميع‭.‬