16 ديسمبر... فرحة وطن

| عبدعلي الغسرة

16‭ ‬ديسمبر‭ ‬يوم‭ ‬وطني‭ ‬مجيد‭ ‬تحتفل‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬بيوم‭ ‬استقلالها،‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬يوم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬تزهو‭ ‬البلاد‭ ‬بزينتها‭ ‬وترفرف‭ ‬أعلامها‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬والمنازل‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وتتزين‭ ‬بها‭ ‬شوارعها،‭ ‬ولمناسبة‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬تقام‭ ‬الأفراح‭ ‬والأنشطة‭ ‬والفعاليات‭ ‬الفنية‭ ‬والترفيهية‭ ‬والرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬وفي‭ ‬المجمعات‭ ‬والمنتزهات،‭ ‬وفي‭ ‬مجالس‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات،‭ ‬ويُشارك‭ ‬فيها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬والمقيمون‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والأجنبية‭.‬

16‭ ‬ديسمبر‭ ‬فرحة‭ ‬وطن‭ ‬تحقق‭ ‬به‭ ‬الاستقلال‭ ‬والإرادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬فأصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬وطنية‭ ‬وقومية‭ ‬برًا‭ ‬وبحرًا‭ ‬وجوًا،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬جرد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للبحرين‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬مضت‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والإنجازات‭ ‬والمكاسب‭ ‬من‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ثقافية‭ ‬وحقوقية‭ ‬ومهنية،‭ ‬رياضية‭ ‬ونسائية‭ ‬وشبابية،‭ ‬للقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬ومؤسساتهما،‭ ‬تنفيذًا‭ ‬وتقييمًا،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬استمرارًا‭ ‬لنهضة‭ ‬البحرين‭ ‬وتنميتها‭ ‬بعزيمة‭ ‬قيادتها‭ ‬وهمة‭ ‬شعبها‭.‬

في‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يعتز‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬جميعًا‭ ‬بوطنهم‭ ‬لأنه‭ ‬يُمثل‭ ‬هويتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وانتماءهم‭ ‬القومي‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬فالبحرين‭ ‬تشمخ‭ ‬عاليًا‭ ‬على‭ ‬ترابها‭ ‬وتسمو‭ ‬داخل‭ ‬النفس‭ ‬البحرينية‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬حُبٌ‭ ‬تَشَرْبه‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارهم‭ ‬يُظلله‭ ‬ولاؤهم‭ ‬للبحرين‭ ‬والإخلاص‭ ‬لها‭ ‬الذي‭ ‬يكبر‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن،‭ ‬فالبحرين‭ ‬أرض‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء،‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬والتعايش‭ ‬والتآخي‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني‭ ‬والإنساني‭.‬

مناسبة‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬ليست‭ ‬ذكرى‭ ‬سنوية،‭ ‬بل‭ ‬انتماء‭ ‬البحريني‭ ‬لأرضه‭ ‬فيسمو‭ ‬ولاؤهُ‭ ‬لها‭ ‬عاليًا‭ ‬يكاد‭ ‬يُعانق‭ ‬عنان‭ ‬السماء،‭ ‬فيه‭ ‬تتوحد‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب‭ ‬ويتلاحمون‭ ‬بتراب‭ ‬بلادهم،‭ ‬فما‭ ‬أجمله‭ ‬من‭ ‬تلاحم‭ ‬وأعزهُ‭ ‬من‭ ‬توحد،‭ ‬والبحرينيون‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬المجيد‭ ‬هُم‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬السعيد‭ ‬والمستقبل‭ ‬الجديد،‭ ‬يستمر‭ ‬عطاؤهم‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬لبلادهم‭ ‬بساعدهم‭ ‬الواحد‭ ‬لبناء‭ ‬بلادهم‭.‬

بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬أصبح‭ ‬للبحرين‭ ‬صوت‭ ‬مسموع‭ ‬وحضور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬حفاظها‭ ‬على‭ ‬عاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬البحرينية‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬بفضل‭ ‬الأوفياء‭ ‬من‭ ‬رجالها‭ ‬والصادقين‭ ‬من‭ ‬قياداتها‭. ‬فحفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تعيش‭ ‬بثبات‭ ‬وتمضي‭ ‬بثقة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬فجعل‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬أيامنا‭ ‬أعيادا‭ ‬وطمأنينة،‭ ‬وأسبل‭ ‬علينا‭ ‬الأمن‭ ‬والسكينة،‭ ‬وزاد‭ ‬علينا‭ ‬النماء‭ ‬والرخاء،‭ ‬فالبحرين‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬ولكنها‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬القلب‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجمعينا‭ ‬بخير‭.‬