من جديد

وكلي فخر

| د. سمر الأبيوكي

باعتقادي‭ ‬لا‭ ‬ديسمبر‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬احتفالات‭ ‬وبهجة‭ ‬وفرحة‭ ‬بالقلوب‭ ‬وابتسامات‭ ‬الوجوه‭ ‬وحدها‭ ‬دليل‭ ‬صادق‭ ‬على‭ ‬فخرنا‭ ‬واعتزازنا‭ ‬وحبنا‭ ‬الجم‭ ‬لأرض‭ ‬الوطن،‭ ‬لقد‭ ‬ترجمت‭ ‬الرياضة‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الانتماء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني،‭ ‬الجميع‭ ‬سعيد‭ ‬بمنتخبنا‭ ‬الغالي‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬البهجة‭ ‬وأنسانا‭ ‬أية‭ ‬ضائقة‭ ‬أو‭ ‬مشكلة،‭ ‬الجميع‭ ‬هنا‭ ‬خلع‭ ‬رداء‭ ‬السلبية‭ ‬والانهزام‭ ‬ولبس‭ ‬رداء‭ ‬البهجة‭ ‬والنصر،‭ ‬وهكذا‭ ‬تفعل‭ ‬الرياضة‭ ‬دوما‭ ‬توحد‭ ‬الصفوف‭ ‬وتجمع‭ ‬القلوب‭ ‬وترسم‭ ‬البهجة‭ ‬فهي‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬خطة‭ ‬للحمة‭ ‬والتعايش‭ ‬والترابط‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬اختلافاتنا‭ ‬وثقافاتنا‭ ‬وبيئاتنا‭ ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬المنتخب‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بفوزه‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الخليج‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬‮٢٤‬‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬درس‭ ‬حقيقي‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬استهان‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬بالرياضة،‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يصدحون‭ ‬بملء‭ ‬فيهم‭ ‬“الرياضة‭ ‬ما‭ ‬توكل‭ ‬عيش”‭ ‬وهم‭ ‬نفسهم‭ ‬من‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬“الفن‭ ‬ما‭ ‬يوكل‭ ‬عيش”‭ ‬أيضا،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يلمسون‭ ‬شغف‭ ‬القلوب‭ ‬وبألسنتهم‭ ‬يحطمون‭ ‬أحلام‭ ‬الصغار‭ ‬قبل‭ ‬الكبار‭ ‬بأفكارهم‭ ‬السقيمة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الإيجابية‭.‬

الدرس‭ ‬الحقيقي‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أبناءنا‭ ‬أن‭ ‬يلحقوا‭ ‬بأحلامهم‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬واقعا‭ ‬يعيشونه،‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬اللاوعي‭ ‬حتى‭ ‬يترجم‭ ‬واقعا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬اتركوهم‭ ‬يهيمون‭ ‬عشقا،‭ ‬فبالأماني‭ ‬تتحقق‭ ‬كما‭ ‬تحقق‭ ‬لنا‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬انتظار‭.‬

ومضة‭: ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬تقصف‭ ‬حلما،‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬أمنية،‭ ‬أن‭ ‬تدلي‭ ‬بجواب‭ ‬يكسر‭ ‬قلب‭ ‬الحالم‭ ‬الذي‭ ‬أمامك،‭ ‬بل‭ ‬شجعه‭ ‬وبارك‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أفكاره،‭ ‬وتمنى‭ ‬له‭ ‬حظا‭ ‬موفقا‭ ‬وكن‭ ‬له‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بعبارات‭ ‬التوفيق‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬فكلمة‭ ‬طيبة‭ ‬تطير‭ ‬بالقلوب‭ ‬وتصنع‭ ‬المعجزات‭ ‬وتواجه‭ ‬التحديات،‭ ‬صفق‭ ‬لكل‭ ‬فعل‭ ‬جيد‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬صغيرا،‭ ‬لا‭ ‬تستصغر‭ ‬الأفكار‭ ‬فالصغير‭ ‬يكبر‭ ‬والكبير‭ ‬يرشد‭ ‬والراشد‭ ‬يبلغ‭ ‬العلا‭ ‬وهكذا‭ ‬تحقق‭ ‬الأماني‭ ‬ونصل‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬المبتغى‭.. ‬وعيدي‭ ‬يا‭ ‬بلادي‭ ‬دوم‭ ‬بأبنائك‭ ‬وأحلامك‭.‬