سوالف

الأحزاب الدينية سبب المحن والكوارث في المجتمعات العربية

| أسامة الماجد

كل‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬للجماهير‭ ‬والدول‭ ‬سوى‭ ‬بالفوضى‭ ‬وأنغام‭ ‬عواصف‭ ‬الخراب،‭ ‬وكان‭ ‬واضحا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬أصواتها‭ ‬قوية‭ ‬اليوم‭ ‬ساخطة‭ ‬غاضبة‭ ‬لعزل‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬والفئات‭ ‬ومنابرها‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات‭.‬‭ ‬

“ونشرت‭ ‬الزميلة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬استطلاعا‭ ‬أجراه‭ ‬“البارومتر‭ ‬العربي”‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬ثقة‭ ‬العرب‭ ‬بقياداتهم‭ ‬الدينية‭ ‬وأحزابهم‭ ‬الدينية‭ ‬تتراجع‭ ‬بشكل‭ ‬لافت،‭ ‬فقد‭ ‬أشّر‭ ‬البارومتر‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬الثقة‭ ‬العامة‭ ‬بهذه‭ ‬الأحزاب،‭ ‬ويحمل‭ ‬معظمها‭ ‬صبغة‭ ‬دينية،‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الثلث‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬تراجعت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الأحزاب‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬الشك؛‭ ‬إذ‭ ‬وصلت‭ ‬نسبة‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬بعدما‭ ‬بلغت‭ ‬النسبة‭ ‬35‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013”‭.‬

لقد‭ ‬وصل‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭ ‬بجرأة‭..‬‭ ‬أيتها‭ ‬الأمهات،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬أبناءكم‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬دعاية‭ ‬الأحزاب‭ ‬والجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬الدينية‭ ‬الخلابة‭ ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬أبنائكم‭ ‬إلى‭ ‬مستنقعات‭ ‬حضيض‭ ‬الطائفية‭ ‬وجرهم‭ ‬في‭ ‬مغامرات‭ ‬خطرة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬فالأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الدينية‭ ‬عدوة‭ ‬للشعب‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬وأثبت‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬انتزعها‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬وجمعياتهم‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬شيئا‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العمل‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬ساروا‭ ‬خلف‭ ‬شعاراتهم‭ ‬التي‭ ‬فضحت‭ ‬جوهرهم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬ينشرون‭ ‬الرجعية‭ ‬ويكممون‭ ‬الأفواه‭ ‬ويؤججون‭ ‬نيران‭ ‬الأحقاد‭ ‬والطائفية‭.‬

المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬كانت‭ ‬ساطعة‭ ‬أصيلة،‭ ‬واستطاعت‭ ‬بتكاملها‭ ‬وقوتها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبقيت‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تمرح‭ ‬في‭ ‬مجد‭ ‬الفكر‭ ‬العربي،‭ ‬وراحة‭ ‬المحبة،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬الأحزاب‭ ‬الدينية‭ ‬نزلت‭ ‬المحن‭ ‬والكوارث،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬اليوم‭ ‬إيقاظ‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬والاستيقاظ‭ ‬من‭ ‬الغفوة‭ ‬الطويلة‭.‬