نيران “تشتعل”.. بين أهل الخليج!

| سعيد محمد

كانت‭ ‬لحظة‭ ‬جميلة‭ ‬جدًا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشرفت‭ ‬فيها‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬أثناء‭ ‬تغطية‭ ‬فعاليات‭ ‬“حوار‭ ‬المنامة”،‭ ‬فلم‭ ‬ألتق‭ ‬به‭ ‬وجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬منذ‭ ‬تعيينه‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تجده‭ ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬انشغالاته‭ ‬يتذكر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفهم،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المشجعين‭ ‬والمتفاعلين‭ ‬والداعمين‭ ‬حين‭ ‬أهديه‭ ‬إصدارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬إنتاجي‭ ‬المتواضع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القصص‭ ‬والروايات،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬المقالات‭ ‬والأعمدة‭ ‬والأعمال‭ ‬الصحافية‭.‬

واللحظة‭ ‬الجميلة‭ ‬الأخرى،‭ ‬هي‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬السريع،‭ ‬التقيت‭ ‬بالإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬الأستاذ‭ ‬حمد‭ ‬المناعي،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬أره‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬مستمر‭ ‬معه‭ ‬إبان‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحافيين‭ ‬البحرينية‭ ‬1999‭ - ‬2002،‭ ‬خصوصًا‭ ‬حينما‭ ‬تم‭ ‬تكليفنا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لإصدار‭ ‬كتاب‭ ‬يوثق‭ ‬بدايات‭ ‬الجمعية،‭ ‬وكانت‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للحديث‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬الإعلاميين‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬لتغطية‭ ‬“حوار‭ ‬المنامة”،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء‭ ‬هو‭ ‬شخصية‭ ‬وفكر‭ ‬وخبرة‭ ‬الأستاذ‭ ‬حمد‭ ‬المناعي‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الإعلام‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بقيم‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬منصات‭ ‬إعلامية‭ ‬وصحف‭ ‬وفضائيات،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬سلوك‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬هو‭ ‬التأجيج‭ ‬والتأليب‭ ‬“والارتزاق”‭ ‬من‭ ‬إشعال‭ ‬النيران‭.‬

والحقيقة‭ ‬المؤسفة،‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬الأفق‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬الخليجية‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬يتاجر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬“محلل‭.. ‬مراقب‭.. ‬خبير‭ ‬سياسي‭.. ‬خبير‭ ‬عسكري‭.. ‬خبير‭ ‬استراتيجي”،‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬العواصم‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬صحفهم‭ ‬وقنواتهم‭ ‬وحساباتهم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يثير‭ ‬التشاحن‭ ‬والبغضاء‭ ‬الكراهية،‭ ‬وليس‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬عملهم‭ ‬المشين‭ ‬هو‭ ‬قول‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬فكرة‭ ‬أو‭ ‬مضمون‭ ‬له‭ ‬عمق‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬القضايا‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬صياغة‭ ‬التقارير‭ ‬وغيرها،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬سوى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬“مصدر‭ ‬رزق”‭ ‬وبعض‭ ‬الأعطيات‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬نظير‭ ‬التأجيج‭ ‬وزرع‭ ‬الأحقاد‭ ‬والتباغض‭ ‬والتي‭ ‬يتأثر‭ ‬بها،‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف،‭ ‬الكثيرون‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬والسؤال‭ ‬هو‭: ‬“أين‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج؟‭ ‬وهل‭ ‬يرون‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المدمرة‭ ‬أمرًا‭ ‬طبيعيًا؟‭ ‬ألم‭ ‬يدرسوا‭ ‬انعكاسات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬“القذارات‭ ‬الإعلامية”‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬الخليجي‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬إخراس‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬المنكرة؟”‭.‬