فرحة وطنية وحقوق إنسان

| د. عبدالله الحواج

كأن‭ ‬سموه‭ ‬يعلم‭ ‬مسبقًا‭ ‬بأن‭ ‬الإنجاز‭ ‬البحريني‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وأن‭ ‬العناق‭ ‬التاريخي‭ ‬بين‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأممي‭ ‬بدور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬49‭ ‬عامًا‭ ‬هو‭ ‬تتويج‭ ‬لمسيرة،‭ ‬حصاد‭ ‬عُمر،‭ ‬لقاء‭ ‬سحاب‭ ‬بين‭ ‬الأحلام‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭.‬

رسالة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إنما‭ ‬تعكس‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬سياسة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬على‭ ‬النماء‭ ‬والاحترام‭ ‬لقوانين‭ ‬ومقتضيات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬حقا‭ ‬أصيلا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬الرسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وهي‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬الخليج‭ ‬البراق،‭ ‬والشروق‭ ‬المبهر؛‭ ‬لتزامنه‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬البلاد‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد‭ ‬والعيد‭ ‬العشرين‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

أعياد‭ ‬وطنية،‭ ‬إنجازات‭ ‬تاريخية،‭ ‬اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬بحقوق‭ ‬مكتسبة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬جزافًا،‭ ‬فسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬القبعات‭ ‬له‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬المهيب،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تعاطيه‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬أمته‭ ‬بأن‭ ‬نبذ‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬هو‭ ‬الضمانة‭ ‬الحقيقة‭ ‬لتجاوز‭ ‬مفترقات‭ ‬التهديد‭ ‬الحقيقي‭ ‬لحق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بسلام،‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بفضل‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لقادتها،‭ ‬وهو‭ ‬الأمان‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬كل‭ ‬بيت،‭ ‬والاطمئنان‭ ‬الذي‭ ‬يغلف‭ ‬مفردات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬سواء‭ ‬للإنسان‭ ‬العادي‭ ‬أو‭ ‬لمنشآتنا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬لعابر‭ ‬السبيل‭ ‬الذي‭ ‬يقصد‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬يومًا‭ ‬أو‭ ‬شهرًا‭ ‬أو‭ ‬يزيد‭.‬

إنها‭ ‬نعمة‭ ‬الخالق‭ ‬الخالصة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬تُزاح‭ ‬الغمامات‭ ‬من‭ ‬سمواتنا،‭ ‬وأن‭ ‬يُلهم‭ ‬قادتنا‭ ‬وأهلنا‭ ‬وذوونا‭ ‬حُسن‭ ‬الاختيار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬التعبير،‭ ‬هو‭ ‬خيار‭ ‬متحد،‭ ‬وليس‭ ‬اختيارا‭ ‬متباعدا‭ ‬أو‭ ‬متناقض‭ ‬الغايات،‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الصحة،‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬أمنه‭ ‬وسلامته،‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬إحساسه‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬على‭ ‬ممتلكاته‭ ‬وثرواته‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائه‭ ‬وأحفاده‭.‬

رسالة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬شديدة‭ ‬الدقة‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التعصب‭ ‬الديني،‭ ‬وجميع‭ ‬أنواع‭ ‬التملق‭ ‬العرقي،‭ ‬أو‭ ‬التنطع‭ ‬الإثني،‭ ‬هو‭ ‬اجتلاء‭ ‬وانتماء،‭ ‬لوطن‭ ‬لجميع‭ ‬أبنائه،‭ ‬ووطن‭ ‬بجميع‭ ‬أبنائه،‭ ‬لوطن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أبنائه،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وطن‭ ‬يعيش‭ ‬كل‭ ‬أبنائه‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬الطيبة‭.‬

نماء‭ ‬واجتلاء‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيدنا‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد،‭ ‬نماء‭ ‬واجتلاء‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬جلوس‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل،‭ ‬ونماء‭ ‬واجتلاء‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ثم‭ ‬نماء‭ ‬واجتلاء‭ ‬عندما‭ ‬حقق‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬فوزه‭ ‬التاريخي‭ ‬الأول‭ ‬ببطولة‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭.‬

أسمى‭ ‬التهاني‭ ‬وأبهى‭ ‬التبريكات‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبات‭ ‬السعيدة‭ ‬أرفعها‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وإلى‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬