ظاهرة قتل المنتفضين في إيران والعراق

| فلاح هادي الجنابي

عمليات‭ ‬قتل‭ ‬واغتيال‭ ‬المنتفضين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬تتكرر‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬خلال‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تعم‭ ‬البلدين،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬ظاهرة‭ ‬ملموسة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها،‭ ‬والذي‭ ‬يجب‭ ‬ملاحظته‭ ‬وأخذه‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬والاغتيال‭ ‬هذه‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬إبداء‭ ‬الحرص‭ ‬فيها‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬مسجلة‭ ‬ضد‭ ‬مجهول‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬وعملائه‭ ‬من‭ ‬الميليشيات‭ ‬العاملة‭ ‬لصالحه‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ضد‭ ‬طرف‭ ‬ثالث،‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬أثارت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والاستياء‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وأصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬تشير‭ ‬كلها‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وعملائه‭ ‬الحشدويين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭.‬

انتفاضة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬هدفها‭ ‬الرئيسي‭ ‬إنهاء‭ ‬دور‭ ‬ونفوذ‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وقطع‭ ‬دابر‭ ‬تدخلات‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬والفلتان‭ ‬الأمني‭ ‬المتسبب‭ ‬جراء‭ ‬ذلك،‭ ‬خصوصا‭ ‬بسبب‭ ‬الميليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬التي‭ ‬تأتمر‭ ‬بأمره‭ ‬وتتصرف‭ ‬كدولة‭ ‬داخل‭ ‬دولة،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬ويؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والذي‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأوضاع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬ونظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬العراق‭ ‬منفذه‭ ‬الوحيد‭ ‬حاليا‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ميليشياته‭ ‬العميلة‭ ‬تعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬أداة‭ ‬مطيعة‭ ‬له‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬أوامره‭ ‬وتنفذ‭ ‬مخططاته‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والمنطقة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬يشعر‭ ‬برعب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الانتفاضة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عملائه‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬الإرهابي‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭.‬

في‭ ‬إيران،‭ ‬حيث‭ ‬الانتفاضة‭ ‬المندلعة‭ ‬منذ‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬والتي‭ ‬يسعى‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شهدت‭ ‬عمليات‭ ‬تعرض‭ ‬شعبية‭ ‬للقواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬والقمعية‭ ‬للنظام،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬نشاطات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬لأنصار‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المقرات‭ ‬والمراكز‭ ‬القمعية،‭ ‬بات‭ ‬الشباب‭ ‬الإيراني‭ ‬المنتفض‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬عقد‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬النظام‭ ‬ليقوم‭ ‬باستنفار‭ ‬قواه‭ ‬ويعمل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬وجوده‭ ‬وتسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬عليه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬ومعتقلي‭ ‬الانتفاضة‭ ‬وتكرار‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬والغدر‭ ‬بالمنتفضين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬النظام‭ ‬وبطرق‭ ‬وأساليب‭ ‬ضدهم‭ ‬استرعى‭ ‬انتباه‭ ‬الأوساط‭ ‬الدولية‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬للمنتفضين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬سيناريوهات‭ ‬ومخططات‭ ‬متشابهة‭ ‬تماما‭. ‬“الحوار”‭.‬