كفاءات وطاقات متألقة

| زهير توفيقي

تزخر‭ ‬مملكتنا‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والطاقات‭ ‬الخلاقة‭ ‬والمتألقة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬نعم‭ ‬علينا‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بذلك،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأمم‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الطاقات‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام،‭ ‬وبسواعدهم‭ ‬ومساهماتهم‭ ‬ترتقي‭ ‬وتزدهر‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة،‭ ‬أرى‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬نستغل‭ ‬تلك‭ ‬الكفاءات‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬تسعى‭ ‬لأن‭ ‬تعطي‭ ‬الكفاءات‭ ‬حقها‭ ‬وتقوم‭ ‬بتعيينها‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬إدارات‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬بنك‭ ‬يضم‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يشغلون‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬ويحملون‭ ‬مؤهلات‭ ‬جامعية‭ ‬وخبرات‭ ‬عملية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ - ‬أي‭ ‬المتقاعدين‭ - ‬يحملون‭ ‬خبرات‭ ‬سنوات‭ ‬متراكمة‭ ‬في‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬ولديهم‭ ‬كنز‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والحكمة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬الإداري‭ ‬الناجح‭ ‬نظرًا‭ ‬لانخراطهم‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الإدارة‭ ‬أثناء‭ ‬سنوات‭ ‬خدمتهم‭ ‬وحضورهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬الدراسية‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وهم‭ ‬قد‭ ‬تقاعدوا‭ ‬عن‭ ‬عملهم‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬عطائهم‭.‬

اقتراحي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬إحدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬ويتم‭ ‬تزويده‭ ‬بجميع‭ ‬تفاصيل‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬تنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬الشروط‭ ‬أعلاه،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والصناعية‭ ‬والمصرفية‭ ‬والتجارية‭... ‬وجود‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البنك‭ ‬سيسهل‭ ‬كثيرًا‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬أفضل‭ ‬حيث‭ ‬تتواجد‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬المترشحين‭ ‬لشغل‭ ‬المناصب‭ ‬الشاغرة‭ ‬بكل‭ ‬احترافية‭ ‬وشفافية‭.‬

وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تحديد‭ ‬سنوات‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬صدقوني‭ ‬الأعضاء‭ ‬الجدد‭ ‬بإمكانهم‭ ‬إضافة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬لصالح‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬العضو‭ ‬الحالي‭. ‬أعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬سنوات‭ ‬العضوية‭ ‬متبع‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وحتى‭ ‬عندنا،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭.‬

لقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لوضع‭ ‬تشريع‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ويأتي‭ ‬هنا‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬للحكومة،‭ ‬آملا‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬بمحمل‭ ‬الجد‭ ‬وذلك‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأفضل‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي‭ ‬لنكون‭ ‬أنموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬