حقوق الإنسان والشباب

| عبدعلي الغسرة

حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬حقوق‭ ‬عامة‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬الأطفال‭ ‬والفتيان‭ ‬والشباب‭ ‬والشيوخ،‭ ‬باختلاف‭ ‬أعراقهم‭ ‬ودياناتهم‭ ‬ومذاهبهم،‭ ‬حقوق‭ ‬عنوانها‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬الإنسان،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والعمل،‭ ‬فهي‭ ‬لصيقة‭ ‬به‭ ‬أينما‭ ‬كان،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬فهو‭ ‬أقل‭ ‬شأنًا‭ ‬من‭ ‬الإنسان،‭ ‬فحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يومها‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حقوق‭ ‬لمدار‭ ‬العام،‭ ‬وهي‭ ‬حقوق‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتصرف،‭ ‬حيث‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭.‬

يحمل‭ ‬موضوع‭ ‬2019م‭ ‬عنوان‭ ‬“الشباب‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان”،‭ ‬بهدف‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والإنساني‭ ‬لتحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لهم‭ ‬ولمجتمعاتهم‭ ‬والعالم،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالقوة‭ ‬البدنية‭ ‬والذهنية‭ ‬لبناء‭ ‬بلدانهم،‭ ‬وكونهم‭ ‬الأكثرية،‭ ‬وأنهم‭ ‬يملكون‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬ما‭ ‬يناهض‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية،‭ ‬وذلك‭ ‬بتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭.‬

وينطلق‭ ‬شعار‭ ‬2019م‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لتحقيق‭ ‬ثلاث‭ ‬رسائل،‭ ‬هي‭ ‬تجسيد‭ ‬ضرورة‭ ‬مشاركة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للجميع‭ ‬لأن‭ ‬المشاركة‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومشاركة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬للمجتمع‭ ‬وتقديم‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬لعالم‭ ‬أفضل،‭ ‬فالمطالبة‭ ‬بالتغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمعرفة‭ ‬تساند‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقوق‭ ‬وهي‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬رسائل‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الثلاثين‭ ‬وهي‭ ‬حقوق‭ ‬أممية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

لقد‭ ‬استطاعت‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬تخترق‭ ‬دساتير‭ ‬الدول‭ ‬ومواثيق‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وألزمت‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬لحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقوق،‭ ‬كالمساواة‭ ‬والعدالة‭ ‬والحرية‭ ‬ونبذ‭ ‬العُنف‭ ‬والكراهية،‭ ‬وإذا‭ ‬تعرضت‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬أو‭ ‬أُهدرت‭ ‬ستكون‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬ومستقبله‭. ‬لذا،‭ ‬فالدفاع‭ ‬عنها‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬وبنود‭ ‬المواثيق‭ ‬والعهود‭ ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الثلاثين‭.‬