رؤيا مغايرة

عن القمة الخليجية

| فاتن حمزة

عقدت‭ ‬الدورة‭ ‬الأربعون‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرياض،‭ ‬قمة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬بمواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات،‭ ‬حيث‭ ‬احتوت‭ ‬القمة‭ ‬مضامين‭ ‬وتوجيهات‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الخليجي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬جدية‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬أزمتها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬لا‭ ‬يبشر‭ ‬بالخير‭.‬

فكما‭ ‬شدد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دولنا‭ ‬تتمسك‭ ‬تمامًا‭ ‬بموقفها‭ ‬ومطالبها‭ ‬المشروعة‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬اجتماع‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬والتي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وإيقاف‭ ‬كل‭ ‬أعمال‭ ‬التحريض‭ ‬وخطاب‭ ‬الحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬أو‭ ‬العنف،‭ ‬والالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬باتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬لعام‭ ‬2013م،‭ ‬والاتفاق‭ ‬التكميلي‭ ‬لعام‭ ‬2014،‭ ‬والالتزام‭ ‬بكل‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2017،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬ودعم‭ ‬الكيانات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مكابرة‭ ‬ومستمرة‭ ‬في‭ ‬عنادها‭ ‬ورفضها‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬الخليجية‭ ‬المشروعة‭.‬

نعم‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬القطري‭ ‬عن‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬مثل‭ ‬قطر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬ثاني،‭ ‬بينما‭ ‬ترأس‭ ‬وفد‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬سلطان‭ ‬المريخي‭.‬

هذا‭ ‬التمثيل‭ ‬المرتفع‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المكاسب‭ ‬العاجلة‭ ‬لهذه‭ ‬القمة،‭ ‬لعلها‭ ‬تكون‭ ‬بادرة‭ ‬خير،‭ ‬أما‭ ‬عناد‭ ‬قطر‭ ‬ومكابرتها‭ ‬فلن‭ ‬يفيد‭ ‬ولن‭ ‬يوحد‭ ‬صفوفنا‭ ‬ويلم‭ ‬شملنا‭.‬

نأمل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬وتعود‭ ‬العلاقات‭ ‬كسابق‭ ‬عهدها،‭ ‬وللنظام‭ ‬القطري‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عودتها‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬فعله‭ ‬وأين‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة،‭ ‬وعليه‭ ‬اتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتخطي‭ ‬الأزمة،‭ ‬هناك‭ ‬تدابير‭ ‬بإمكانه‭ ‬القيام‭ ‬بها‭.‬