سوالف

لا مجال للمواقف الجافة تجاه عدوانية إيران

| أسامة الماجد

لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بمستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬أوجد‭ ‬هوية‭ ‬التعصب‭ ‬ويسير‭ ‬بجرأة‭ ‬وقحة‭ ‬واندفاع‭ ‬نحو‭ ‬صناعة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وزعزعة‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وصفحات‭ ‬التاريخ‭ ‬مليئة‭ ‬بالحقد‭ ‬الإيراني‭ ‬وأطماع‭ ‬الرجعية‭ ‬الصفوية،‭ ‬ووفق‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬دعا‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬عاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الأربعين‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بالرياض‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬عدوانية‭ ‬إيران،‭ ‬يقول‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ (‬منطقتنا‭ ‬اليوم‭ ‬تمر‭ ‬بظروف‭ ‬وتحديات‭ ‬تستدعي‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬يواصل‭ ‬أعماله‭ ‬العدائية‭ ‬لتقويض‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬وقال‭ ‬أيضا‭.. ‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬مطالبا‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بأن‭ ‬تتحد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عدوانية‭ ‬إيران،‭ ‬وأن‭ ‬تؤمن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هجمات‭ ‬الصواريخ‭ ‬البالستية‭ ‬المحتملة‭).‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تتحد‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوانية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬حيوية‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي،‭ ‬فطبيعة‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬أمامنا‭ ‬والخبرة‭ ‬التاريخية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬العنصرية‭ ‬التوسعية،‭ ‬ولا‭ ‬تنفك‭ ‬عن‭ ‬اللعب‭ ‬بدور‭ ‬مزدوج،‭ ‬ومن‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحول‭ ‬درامي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬طالما‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬الدينية‭ ‬التوسعية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬العقلية‭.‬

على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬مفهوما‭ ‬علميا‭ ‬لمواجهة‭ ‬العدوان‭ ‬الإيراني،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للمواقف‭ ‬الجافة‭ ‬التي‭ ‬يتخذها‭ ‬“البعض”‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب،‭ ‬فالسبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬وتقدمنا،‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وغلق‭ ‬متاجر‭ ‬ومصانع‭ ‬وورش‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها،‭ ‬فإيران‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬المكشوف‭ ‬واتجاه‭ ‬البوصلة‭ ‬عندها‭ ‬يشير‭ ‬صوب‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬وإنجازاتنا،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬المريض‭ ‬ونشاطه‭ ‬الإرهابي،‭ ‬بوقفة‭ ‬واسعة‭ ‬شاملة‭ ‬لينتهي‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬مزابل‭ ‬التاريخ‭.‬