قمة الرياض... هل ستفرج الأزمة الخليجية؟

| بدور عدنان

تشخص‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬اليوم‭ ‬نحو‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬ستحتضن‭ ‬الرياض‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ترقب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬ستسفر‭ ‬عنه‭ ‬القمة‭ ‬بعد‭ ‬تواتر‭ ‬الأخبار‭ ‬والمؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬بقرب‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬2017م‭.‬

فبعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬عن‭ ‬العامين‭ ‬والنصف‭ ‬من‭ ‬المقاطعة‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬فرص‭ ‬حلحلتها‭ ‬أقرب‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬عاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قد‭ ‬وجه‭ ‬رسالة‭ ‬خطية‭ ‬إلى‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬الرياض‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬ستسعى‭ ‬بالتأكيد‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الأزمة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مقر‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬تأكيد‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬حوار‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬عن‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬إلى‭ ‬إحراز‭ ‬بعض‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وساطة‭ ‬كويتية‭ ‬يؤكد‭ ‬نظرية‭ ‬قرب‭ ‬انفراج‭ ‬الأزمة‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭.‬

المؤشرات‭ ‬والدلالات‭ ‬والتصريحات‭ ‬كثيرة‭ ‬وواضحة‭ ‬للجميع‭ ‬حتى‭ ‬لغير‭ ‬المتتبع‭ ‬للشأن‭ ‬السياسي،‭ ‬أبرزها‭ ‬مشاركة‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الخليج‭ ‬24‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تنتهج‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬لحل‭ ‬جميع‭ ‬الأزمات‭ ‬وإن‭ ‬طالت‭. ‬

لست‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬تحليل‭ ‬وتنبؤ‭ ‬تفاصيل‭ ‬وحيثيات‭ ‬ما‭ ‬سيدور‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬وعن‭ ‬ما‭ ‬ستسفر‭ ‬عنه‭ ‬القمة‭ ‬اليوم،‭ ‬فنحن‭ ‬شعوب‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬ويقين‭ ‬بحكمة‭ ‬ورجاحة‭ ‬فكر‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬فهذه‭ ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬ناهز‭ ‬وجودها‭ ‬الأربعين‭ ‬عاما‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬المنظومات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬حيث‭ ‬بنت‭ ‬سمعتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬الدولية‭ ‬بفطنة‭ ‬وكياسة‭ ‬قادتها‭.‬

لا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬المجلس،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأولى‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل،‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬سنتمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬أيضاً‭ ‬بالوقت‭ ‬الصحيح‭ ‬وسنطوي‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬لنتفرغ‭ ‬بعدها‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الخليجي‭.‬