سوالف

القمة الخليجية الـ 40 وأولوية الأمن

| أسامة الماجد

تنعقد‭ ‬اليوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬قمة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الأربعين‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬وتحديات‭ ‬إقليمية‭ ‬صعبة،‭ ‬تفترض‭ ‬منطقيا‭ ‬حشد‭ ‬كل‭ ‬الطاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬موحدة‭ ‬لصياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات،‭ ‬ولعل‭ ‬خير‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬ذلك‭ ‬ويعبر‭ ‬عنه‭ ‬تعبيرا‭ ‬صادقا‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬في‭ ‬التلاحم‭ ‬الخليجي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬والأهداف‭ ‬المشتركة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تهدده‭.‬

الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬أوضح‭ ‬“أن‭ ‬القادة‭ ‬سيبحثون‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬المهمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدارس‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬والأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬دول‭ ‬المجلس”‭.‬

والذي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تتمتع‭ ‬بجميع‭ ‬المقومات‭ ‬الضرورية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬خليجنا‭ ‬العربي‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه‭ ‬وتقف‭ ‬بحزم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العقبات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬الفرقة‭ ‬وتخلق‭ ‬صورا‭ ‬من‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬أجزاء‭ ‬الجسد‭ ‬الخليجي،‭ ‬وتاريخها‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ووحدة‭ ‬المستقبل‭ ‬والمصير،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬قادرة‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬الأوضاع‭ ‬وكشف‭ ‬خبث‭ ‬ودهاء‭ ‬وشراسة‭ ‬الأعداء‭ ‬المتربصين‭ ‬بدول‭ ‬الخليج،‭ ‬بفضل‭ ‬مبادئها‭ ‬ونهجها‭ ‬وثقلها‭ ‬في‭ ‬الميزان‭ ‬الدولي‭ ‬ومسؤوليتها‭ ‬التاريخية‭.‬

أمن‭ ‬الخليج‭ ‬يمثل‭ ‬الأهمية‭ ‬ويحتل‭ ‬الأولوية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عداه‭ ‬من‭ ‬الأهداف،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بنا،‭ ‬وهذا‭ ‬الواقع‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ضرورة‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬وحسم‭ ‬المشاكل‭ ‬والقضايا،‭ ‬فالتباعد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬ثغرات،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الباب‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬الحاقدون‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬لكننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬وأمام‭ ‬حقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قادرة‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬المنهج‭ ‬السليم‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬وتحديد‭ ‬أفضل‭ ‬الأساليب‭.‬