ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (6)

| د. طارق آل شيخان الشمري

دخلت‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬مع‭ ‬تحالفات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬ومجرمي‭ ‬القوقاز‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وفكريا‭ ‬ودينيا،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬فيهم‭ ‬فرصة‭ ‬لتصفية‭ ‬حساباتها‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬وساند‭ ‬محاولة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬استرجاع‭ ‬نظامه،‭ ‬وقد‭ ‬استند‭ ‬بعض‭ ‬الخليجيين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬انقلاب‭ ‬وتغيير‭ ‬نظام‭ ‬حكم،‭ ‬يستوجب‭ ‬منهم‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬لاسترجاع‭ ‬النظام‭ ‬الشرعي،‭ ‬فيما‭ ‬أصر‭ ‬نظام‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬النظام‭ ‬الشرعي‭ ‬والممثل‭ ‬الوحيد‭ ‬لقطر،‭ ‬وعليه،‭ ‬أقسم‭ ‬نظام‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بقيادة‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”،‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬الأموال‭ ‬والإمكانات‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬أنظمة‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬ومصر،‭ ‬وأضافوا‭ ‬إليها‭ ‬لاحقا‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لخونة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والمستتركين‭ ‬والكسرويين‭ ‬إسقاطها،‭ ‬سواء‭ ‬بانتخابات‭ ‬أو‭ ‬بفوضى‭ ‬أو‭ ‬بانقلابات،‭ ‬تحقيقا‭ ‬لحلم‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬امبراطورية‭ ‬قطر‭ ‬العظمى،‭ ‬والتي‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميتها‭ ‬بسياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭.‬

وبدأت‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬مشوارها‭ ‬بمحاولة‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ودعمت‭ ‬بالخفاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مؤامراتها‭ ‬بالمحاولة‭ ‬الانقلابية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬والمسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬وكان‭ ‬اتصال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬القطري‭ ‬واتصال‭ ‬مستشار‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬المحاولة‭ ‬الانقلابية،‭ ‬واللذان‭ ‬أذاعتهما‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تلفزيوناتها‭ ‬الرسمية،‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬التي‭ ‬صنفتها‭ ‬الدوحة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬معادية‭ ‬لها‭.‬

ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬جاء‭ ‬التصادم‭ ‬القطري‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التراشق‭ ‬الإعلامي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مؤتمر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬استضافته‭ ‬وسحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬أقدام‭ ‬القاهرة‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬معارك‭ ‬إعلامية‭ ‬وصحافية‭ ‬دخلت‭ ‬الجزيرة‭ ‬طرفا‭ ‬فيها،‭ ‬وشنت‭ ‬فيها‭ ‬حملات‭ ‬كبيرة‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬وسياستها‭ ‬تحت‭ ‬مفهوم‭ ‬حرية‭ ‬الإعلام‭ ‬والرأي،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الجزيرة،‭ ‬ثاني‭ ‬خطوات‭ ‬مخطط‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬بمصر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سنتطرق‭ ‬له‭ ‬لاحقا‭.‬