مجلس الرئيس... فضيلة الرعاية

| د. عبدالله الحواج

رغم‭ ‬فراش‭ ‬التعافي،‭ ‬وتحدي‭ ‬المشاغل،‭ ‬كانت‭ ‬عيون‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬لا‭ ‬يغمض‭ ‬لها‭ ‬جفن‭ ‬حتى‭ ‬يتأكد‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬أداء‭ ‬فعاليات‭ ‬مؤثرة،‭ ‬وتظاهرات‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬التداخل‭ ‬مع‭ ‬هموم‭ ‬الناس،‭ ‬واحتياجات‭ ‬الوطن‭. ‬قد‭ ‬يمنعه‭ ‬عارضا‭ ‬طارئا‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬لكن‭ ‬سموه‭ ‬لا‭ ‬يغمض‭ ‬له‭ ‬جفن‭ ‬حتى‭ ‬ينيب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬يناسب‭ ‬الحدث،‭ ‬ولا‭ ‬تهدأ‭ ‬نفسه‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬سموه‭ ‬الأخبار‭ ‬بأن‭ ‬الأمور‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬وإن‭ ‬الفعالية‭ ‬حققت‭ ‬الهدف‭ ‬المرجو‭ ‬منها‭. ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬تكرم‭ ‬بالموافقة‭ ‬السامية‭ ‬وأعطى‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لحفيده‭ ‬الوفي‭ ‬محافظ‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بحضور‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬يرعاه‭ ‬لتخريج‭ ‬الفوج‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬كلف‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬نجله‭ ‬المعطاء‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬يحفظه‭ ‬الله‭ ‬بحضور‭ ‬معرض‭ ‬الجواهر‭ ‬العربية،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬يرعى‭ ‬المؤتمر‭ ‬السنوي‭ ‬العالمي‭ ‬للمصارف‭ ‬الاسلامية‭ ‬ليخرج‭ ‬بالتظاهرة،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورها،‭ ‬وأزهى‭ ‬نسخهها،‭ ‬وأروع‭ ‬مرتجى‭ ‬منها‭. ‬

إن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعفاه‭ ‬يدرك‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمان‭ ‬أن‭ ‬فضيلة‭ ‬الرعاية‭ ‬تتحقق‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لمن‭ ‬يأخذ‭ ‬بيده،‭ ‬لمن‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬هموم‭ ‬الناس‭ ‬بين‭ ‬جوانحه،‭ ‬وربط‭ ‬مفردات‭ ‬المجتمع‭ ‬بإمكانات‭ ‬الدولة‭ ‬الناهضة،‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬قائد‭ ‬يدرك‭ ‬قبل‭ ‬غيره‭ ‬كيف‭ ‬تبنى‭ ‬الأوطان،‭ ‬وكيف‭ ‬ترعى‭ ‬الأحداث،‭ ‬وكيف‭ ‬يتحقق‭ ‬التكاتف‭ ‬والتلاحم‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬وقادته‭ ‬الأوفياء‭. ‬إنها‭ ‬ملحمة‭ ‬عمر،‭ ‬وفصاحة‭ ‬تعاطي،‭ ‬وملحمة‭ ‬وطنية‭ ‬ستظل‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬الآخر‭ ‬تتندر‭ ‬بها،‭ ‬تتناغم‭ ‬معها،‭ ‬وتنهل‭ ‬من‭ ‬نظرتها‭ ‬الثاقبة،‭ ‬وحنوها‭ ‬المتفاني‭ ‬لكي‭ ‬يتحقق‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬المفترقات‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬المترادفات،‭ ‬والسلام‭ ‬وهو‭ ‬يرفرف‭ ‬فوق‭ ‬هامات‭ ‬الوطن‭. ‬أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬وأبصم‭ ‬بالعشرة‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬شاردة‭ ‬ولا‭ ‬واردة‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬بلاده‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يتشرف‭ ‬مسئولوها‭ ‬برعاية‭ ‬سموه‭ ‬الكريمة‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تتعقد‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬الحاجات‭ ‬الملحة‭ ‬والتحديات‭ ‬الجسيمة‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬حاضرا‭ ‬فيها،‭ ‬متابعا‭ ‬لسجالاتها،‭ ‬موجها‭ ‬ومحاورا‭ ‬لأدق‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وأهم‭ ‬شخوصها‭ ‬وأقرب‭ ‬متعاطيها‭. ‬إن‭ ‬الأيام‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬نعيشها،‭ ‬والذكريات‭ ‬المجيدة‭ ‬التي‭ ‬تجيش‭ ‬مشاعرنا‭ ‬بالحب‭ ‬واللهفة‭ ‬على‭ ‬قائد‭ ‬من‭ ‬الصعب،‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يجود‭ ‬الزمان‭ ‬بمثله‭ ‬إنما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬علامات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬مرسوم‭ ‬لوطن،‭ ‬ووطن‭ ‬محفور‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬وضمير‭ ‬يحرك‭ ‬كل‭ ‬مخارج‭ ‬ألفاظنا،‭ ‬وكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتنا؛‭ ‬لتكون‭ ‬بلادنا‭ ‬أجمل،‭ ‬ومستقبلنا‭ ‬أروع،‭ ‬وشبابنا‭ ‬الطالع‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬سبقته‭ ‬أقوى‭ ‬وأبدع،‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬الخالق‭ ‬عندما‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬قائد‭ ‬ملهم‭ ‬ثم‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬شعب‭ ‬مؤمن،‭ ‬يحفظ‭ ‬الله‭ ‬قادتنا،‭ ‬يحفظ‭ ‬الله‭ ‬الوطن‭.‬