100 عام من العطاء والتطوير للشرطة البحرينية

| عبدعلي الغسرة

إن‭ ‬تاريخ‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬ويمتد‭ ‬لقرنٍ‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬تخللته‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬أضافت‭ ‬إليه‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬العطاء،‭ ‬ومنذُ‭ ‬تأسيس‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1919م‭ ‬شهدت‭ ‬محطات‭ ‬تاريخية‭ ‬عديدة‭ ‬تحقق‭ ‬فيها‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬استعدادًا‭ ‬وجاهزية،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬المهني‭ ‬المُتقن‭ ‬والحرفي‭ ‬المُتميز‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬أول‭ ‬قانون‭ ‬للشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬1920م‭ (‬قانون‭ ‬البوليس‭) ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وتدريجيًا‭ ‬تشكلت‭ ‬أجهزة‭ ‬الشرطة‭ ‬الإدارية‭ ‬والأمنية‭ ‬وازدادت‭ ‬واتسعت‭.‬

والمُطلِّع‭ ‬على‭ ‬سجلات‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬ووثائقها‭ ‬سيشاهد‭ ‬تلك‭ ‬التطورات‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬أحداث،‭ ‬فمع‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الأفراد‭ ‬أصبحت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬الشرطة‭ ‬أكثر،‭ ‬فتطور‭ ‬عملها‭ ‬برًا‭ ‬وبحرًا،‭ ‬ومع‭ ‬تنوع‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬تم‭ ‬استحداث‭ ‬شُعب‭ ‬إدارية‭ ‬أمنية‭ ‬جديدة‭ ‬كالشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬والأحداث‭ ‬وشرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬ومكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬وغيرها،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتناوب‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الشرطة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬وأداء‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأصبحت‭ ‬دائرة‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬البحريني‭ ‬بمسمى‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بعد‭ ‬نيل‭ ‬البحرين‭ ‬استقلالها‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬1971م‭.‬

وبعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬حققت‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬الوطنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلامة،‭ ‬فارتفع‭ ‬مؤشر‭ ‬نوعية‭ ‬أدائها‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬التوسعات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬فأسست‭ ‬لها‭ ‬موقعًا‭ ‬ومكانًا‭ ‬بارزًا‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬المئة،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬لمساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬للتحدث‭ ‬عنها‭.‬

وتعمل‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬المعايير‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة،‭ ‬وحققت‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وبجانب‭ ‬أداء‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لواجبها‭ ‬الأمني‭ ‬فهي‭ ‬تقوم‭ ‬بتقديم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وطورت‭ ‬أسلوب‭ ‬عملها‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬تكنولوجية‭ ‬حديثة‭ ‬وتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬واستحداث‭ ‬المنظومات‭ ‬الحديثة‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬الأمنية‭ ‬والوقائية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وقامت‭ ‬بتقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الإعلامية‭ ‬الإرشادية‭ ‬والثقافية‭ ‬كبرنامج‭ (‬معًا‭). ‬

واليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬وأفرادها‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬لكي‭ ‬تنعم‭ ‬البحرين‭ ‬والمواطنون‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وتفتخر‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بأهدافها‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والولاء‭ ‬والمحبة،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬مسيرة‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجاز‭.‬