أنسنة

عاطلو البحرين ومجلس النواب

| رجاء مرهون

مرر‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬مشروعا‭ ‬بقانون‭ ‬يلزم‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بقصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬عبر‭ ‬خلق‭ ‬قائمة‭ ‬بمهن‭ ‬محددة،‭ ‬مع‭ ‬خضوعها‭ ‬للدراسة‭ ‬والتغيير‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬وبعد‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬من‭ ‬مداخلات‭ ‬ناقدة‭ ‬وواقعية،‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬لنقوله‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬القوانين،‭ ‬لكنني‭ ‬سأنبه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬لنقطة‭ ‬غفل‭ ‬عنها‭ ‬جميع‭ ‬النواب،‭ ‬وإن‭ ‬اقترب‭ ‬منها‭ ‬النائب‭ ‬فاضل‭ ‬السواد‭.‬

إن‭ ‬إقرار‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬القانوني‭ ‬وسط‭ ‬تحفظ‭ ‬حكومي‭ ‬تحت‭ ‬أسباب‭ ‬ومبررات‭ ‬عدة‭ - ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭- ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬مهنة‭ ‬أو‭ ‬مهنتين‭ ‬فقط‭ ‬لتحدد‭ ‬للبحرينيين‭! ‬فنص‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬مر،‭ ‬يضع‭ ‬إنشاء‭ ‬القائمة‭ ‬وتقدير‭ ‬هذه‭ ‬المهن‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المتحفظة‭ ‬عليه‭ ‬أصلا،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬موت‭ ‬المشروع‭ ‬قبل‭ ‬ولادته‭.‬

وفي‭ ‬مسألة‭ ‬متصلة،‭ ‬تابعنا‭ ‬المداخلة‭ ‬“الغاضبة”‭ ‬للنائب‭ ‬حمد‭ ‬الكوهجي‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الجلسة،‭ ‬والتي‭ ‬يلوم‭ ‬فيها‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬جميل‭ ‬حميدان‭ ‬لعدم‭ ‬إصداره‭ ‬بيانا‭ ‬رسميا‭ ‬يستنكر‭ ‬فيه‭ ‬تصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬سمير‭ ‬ناس‭ ‬بشأن‭ ‬البحرينيين‭ ‬وخيارات‭ ‬التوظيف‭. ‬المداخلة‭ ‬التي‭ ‬“اشفت‭ ‬غليل‭ ‬بحرينيين‭ ‬كثر”‭ ‬طغى‭ ‬عليها‭ ‬الصراخ‭ ‬والصوت‭ ‬العالي،‭ ‬وانتهت‭ ‬بسؤال‭ ‬وجهه‭ ‬الكوهجي‭ ‬للوزير‭ ‬“واضح؟‭... ‬واضح؟”‭. ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬تسود‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬مبادئ‭ ‬وأعراف‭ ‬الاحترام‭ ‬والتعاون‭. ‬

وأعتقد‭ ‬بصحة‭ ‬فكرة‭ ‬النائب‭ ‬الكوهجي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬تحتك‭ ‬بالعاطلين‭ ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مباشر‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬بيانا‭ ‬تضع‭ ‬فيه‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬فالواقع‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬خريجي‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بتخصصات‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمحاسبة‭ - ‬وبدرجة‭ ‬امتياز‭ ‬أحيانا‭ - ‬يقبلون‭ ‬بوظائف‭ ‬بمسميات‭ (‬مدخل‭ ‬بيانات‭ - ‬موظف‭ ‬استقبال‭ - ‬موظف‭ ‬خدمات‭ ‬زبائن‭ - ‬أمين‭ ‬صندوق‭) ‬خضوعا‭ ‬لترشيحات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والواقع‭ ‬المر‭ ‬ورفضا‭ ‬للجلوس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬ذويهم‭.‬

وأتساءل‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬هل‭ ‬يحق‭ ‬لتاجر‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بمجالات‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتهكم‭ ‬على‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية؟‭ ‬وهل‭ ‬صمت‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬الشاهدة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مقبولاً؟‭.‬