مجدُ الوطن “خليفة بن سلمان”.. قائدٌ امتلك القلوب

| عادل عيسى المرزوق

اكتسبت‭ ‬شخصية‭ ‬ملهمة‭ ‬ومؤثرة،‭ ‬كشخصية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مكانة‭ ‬شامخة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والشعب‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬عطاءات‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬حدودها‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهوده‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬مجال‭ ‬تحتاجه‭ ‬الأمم‭ ‬وهو‭: ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يرسخ‭ ‬دعائم‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭).. ‬كيف‭ ‬ذلك؟

قوة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬تكمن،‭ ‬وهذا‭ ‬وفق‭ ‬شواهد‭ ‬التاريخ،‭ ‬في‭ ‬ترابط‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم‭.. ‬تمثلها‭ ‬علاقة‭ ‬قل‭ ‬نظيرها‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والشعب‭ ‬الوفي‭ ‬الكريم،‭ ‬فالمسئولية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مراء‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬خفض‭ ‬جناح‭ ‬أو‭ ‬تساهل،‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ورأب‭ ‬صدعه‭ ‬وصيانة‭ ‬سوره‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬أبناءه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭ ‬والملل،‭ ‬ويجمعهم‭ ‬في‭ ‬التفافهم‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وبالطبع،‭ ‬فإن‭ ‬البناء‭ ‬الذي‭ ‬شيده‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬هو‭ ‬السند‭ ‬والقوة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬متحابين‭ ‬متكاتفين‭ ‬وقادرين‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬أية‭ ‬ظروف‭ ‬بعنوان‭ ‬المحبة‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬والأصيل‭.‬

وأعلى‭ ‬مراحل‭ ‬تلك‭ ‬القدسية‭ ‬هي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬جذوره،‭ ‬والجذور‭ ‬هم‭ ‬أهله‭ ‬وناسه‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬ترابه‭ ‬الطاهر،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمنا‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬حين‭ ‬يشيع‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬النقية‭ ‬كالنبع‭ ‬الصافي‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬ودراية‭ ‬وحنكة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬المعلم‭ ‬الجليل‭ ‬لسموه،‭ ‬ومما‭ ‬ينقل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلد‭ ‬أن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ينتظم‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬مجلسه‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬ومتابعة‭ ‬شئونهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬سمو‭ ‬الوالد‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬البلد‭.‬

وهكذا‭ ‬تتوالى‭ ‬حلقات‭ ‬حمل‭ ‬الأمانة‭ ‬الكبرى،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سر‭ ‬الترابط‭ ‬والصلات‭ ‬الوثيقة‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وهذا‭ ‬التوالي‭ ‬يلزمنا‭ ‬كبحرينيين‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الثقة‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬الأمانة،‭ ‬ونستذكر‭ ‬مقولات‭ ‬سموه‭ ‬السامية‭ ‬حين‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬تجاه‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬بقوله‭:‬”إن‭ ‬فرحتنا‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬حينما‭ ‬ننجز‭ ‬لشعبنا‭ ‬ونقدم‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يرضيه‭ ‬لأنه‭ ‬سندنا‭ ‬وعضدنا‭ ‬لأي‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭ ‬تشهده‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأن‭ ‬صلابة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يكمن‭ ‬سره‭ ‬في‭ ‬الترابط‭ ‬والصلات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬وتسمو‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى،‭ ‬وستظل‭ ‬صلابتنا‭ ‬المجتمعية‭ ‬هي‭ ‬منطلق‭ ‬قوتنا‭ ‬فهي‭ ‬أفشلت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬تفتيت‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وحتماً‭ ‬ستفشله‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬“،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الاقتباس‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭.. ‬البحرين‭ ‬الشامخة‭ ‬المجيدة،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬كخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

لقد‭ ‬تشرفت‭ ‬بإصدار‭ ‬كتاب‭:‬”رمز‭ ‬العطاء‭ ‬وسيرة‭ ‬الوفاء‭.. ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬مجد‭ ‬الوطن”،‭ ‬والذي‭ ‬يقدم‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬صورة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬القلوب‭ ‬لسموه‭ ‬كنبراس‭ ‬للشباب‭ ‬يستلهمون‭ ‬منه‭ ‬العطاء‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب،‭ ‬ويحوي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬بين‭ ‬دفتيه‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬تجلت‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬إنجازات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ليصبح‭ ‬مرجعًا‭ ‬متاحًا‭ ‬لأبناء‭ ‬البلد‭ ‬ينهلون‭ ‬منه‭ ‬كفاءة‭ ‬وقدرة‭ ‬قائد‭ ‬رسم‭ ‬أفضل‭ ‬صورة‭ ‬للنهضة‭ ‬والتطور‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وسعى‭ ‬لتحقيقها‭ ‬طيلة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬فكره‭ ‬وعصارة‭ ‬تجاربه‭ ‬للمضي‭ ‬بالبحرين‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬ومساحات‭ ‬أرحب،‭ ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ف‭ (‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭)‬،‭ ‬كان‭ ‬العضيد‭ ‬الأمين‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬والسند‭ ‬والذخر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،،‭ ‬فكل‭ ‬مواطن‭ ‬مخلص‭ ‬ينظر‭ ‬بإجلال‭ ‬وتقدير‭ ‬كبيرين‭ ‬لدور‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬ذات‭ ‬مرتبة‭ ‬مميزة‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬العالمية،‭ ‬ولا‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬جائزة‭ ‬تقديرية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬وشهادة‭ ‬تقدير‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية‭ ‬“الموئل”‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬وميدالية‭ ‬ابن‭ ‬سينا‭ ‬الذهبية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وجائزة‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬والدرع‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬والجائزة‭ ‬الذهبية‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لسيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬والمهنيات‭ (‬BPW‭ ‬الدولية‭) ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2014،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصالات،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬سموه‭ ‬“درع‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التنموي”‭ ‬كأول‭ ‬قائد‭ ‬عربي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬استحدثتها‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬وخصصتها‭ ‬للشخصيات‭ ‬العربية‭ ‬الرفيعة‭ ‬ذات‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬التنموي‭.‬