ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (5)

| د. طارق آل شيخان الشمري

بدأ‭ ‬سيناريو‭ ‬الدوحة‭ ‬لتصفية‭ ‬وإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬بالبحرين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬96،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬الجزيرة‭ ‬حملاتها‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬بوقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬انطلاقها،‭ ‬وتم‭ ‬تشويه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬البحرين،‭ ‬والطعن‭ ‬في‭ ‬مصداقية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬البحريني‭. (‬راجع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭  ‬ورسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬لكاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭. ‬وراجع‭ ‬أيضا‭ ‬كتاب‭: ‬الجزيرة‭... ‬قناة‭ ‬أم‭ ‬حزب‭ ‬أم‭ ‬دولة،‭ ‬لكاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬طبعة‭ ‬2006‭). ‬وعندما‭ ‬دعمت‭ ‬إيران‭ ‬محاولة‭ ‬الانقلاب‭ ‬الفاشلة‭ ‬التي‭ ‬دشنها‭ ‬عملاء‭ ‬إيران‭ ‬بالبحرين‭ ‬أثناء‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬ودعمها‭ ‬التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬كان‭ ‬التعاون‭ ‬القطري‭ ‬الإيراني‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬بالبحرين‭ ‬على‭ ‬أشده،‭ ‬فقطر‭ ‬كانت‭ ‬تريد‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬بإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬بالبحرين‭ ‬وإرسال‭ ‬رسالة‭ ‬لبقية‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬بأننا‭ ‬قادمون‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬إسقاطكم،‭ ‬وإيران‭ ‬ستحقق‭ ‬حلمها‭ ‬الصفوي‭ ‬القذر‭ ‬بالدخول‭ ‬عبر‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬بوابطة‭ ‬إسقاط‭ ‬جزيرة‭ ‬العرب‭. ‬عندها،‭ ‬ستقول‭ ‬الدوحة‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتها‭: ‬سنتحالف‭ ‬مع‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬وأي‭ ‬بلد،‭ ‬وسنقدم‭ ‬الدعم‭ ‬لكل‭ ‬الجهات‭ ‬والكيانات‭ ‬والأحزاب‭ ‬التي‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬أمنكم‭ ‬واستقراركم‭ ‬ومستقبلكم،‭ ‬فلا‭ ‬تقدير‭ ‬ولا‭ ‬مصلحة‭ ‬إلا‭ ‬لقطر‭ ‬ولتذهب‭ ‬للجحيم‭ ‬مفاهيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬قطر‭.‬

وبعد‭ ‬المقاطعة‭ ‬العربية‭ ‬وحصار‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬الثلاثي‭ (‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬وقطر‭)‬،‭ ‬كشفت‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬فحوى‭ ‬الاتصالين‭ ‬اللذين‭ ‬قام‭ ‬بهما‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬القطري‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم،‭ ‬ومستشار‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬مع‭ ‬عضوين‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬محاولة‭ ‬الانقلاب‭ ‬الفاشلة،‭ ‬وهو‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬وتحقيق‭ ‬لسياسة‭ ‬96‭ ‬الهادفة‭ ‬لإسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تسليمها‭ ‬وتقديمها‭ ‬هدية‭ ‬لأحفاد‭ ‬ومشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭. ‬واتصال‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬موقعه‭ ‬كرئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬ووزير‭ ‬للخارجية‭ ‬بأحد‭ ‬أعضاء‭ ‬الانقلاب،‭ ‬واتصال‭ ‬مستشار‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬دليلان‭ ‬كافيان‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬قطر‭ ‬الانقلاب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودعم‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مسعاها،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬أبدا‭ ‬يجدر‭ ‬بهاتين‭ ‬الشخصيتين‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬مطلقا،‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬حث‭ ‬الانقلابيين‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬ونشر‭ ‬أخبارهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كرر‭ ‬مرارا‭ ‬بأن‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬لا‭ ‬تتبع‭ ‬قطر‭ ‬ولا‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ولا‭ ‬تنفذ‭ ‬سياستها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نفته‭ ‬الحقائق‭ ‬والوقائع،‭ ‬وأصابنا‭ ‬كشعب‭ ‬خليجي‭ ‬بالصدمة‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭.‬