تهانينا للشرطة البحرينية
| د. بثينة خليفة قاسم
تحتفل الشرطة البحرينية وتحتفل معها البحرين بأكملها بمرور مئة عام على إنشائها، فقد مرت مئة عام من العطاء والسهر على حماية البلاد والولاء لآل خليفة الكرام. وفي هذه المناسبة لابد لكل بحريني أن يقدم التهنئة لرجال الشرطة البحرينية الذين طالما سهروا ولا يزالون لكي ننام بأمن وأمان.
الشرطة البحرينية التي تأسست عام ١٩١٩ قدمت الكثير من التضحيات لحماية أمن المملكة والحفاظ على تماسكها وحفظ السلم الاجتماعي والوئام بين أبناء شعب البحرين، لذلك نقول لهم تهانينا لكم أيها الرجال من الجندي حتى أعلى رتبة، فقد كان تاريخا ناصعا وقدمتم العرق والدم لكي تبقى هذه البلاد وتتقدم، وكانت عقيدتكم الوطنية واحترامكم القانون من أهم الأسس التي حققت الأمن والسلام والوئام على أرض مملكتنا العزيزة.
خلال مئة عام لم يتوقف العطاء ولم يتوقف التطوير والتحديث لآليات العمل الأمني بما يتماشى مع تطورات الحياة في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والإلكترونية، فالاستراتيجيات الأمنية وأدوات تحقيق الأمن وطبيعة الجرائم التي كانت موجودة في عام ١٩١٩ ليست كتلك الموجودة في العام ٢٠١٩، ففي المئة التي انقضت تغيرت أشياء كثيرة وقد أخذ هذا التغير وتيرة سريعة جدا خلال العقود الثلاثة الأخيرة من هذه المئة، حيث حدث تطور دراماتيكي في كل مناحي الحياة ارتباطا بالتطور الهائل في وسائل الاتصال وما ترتب من تغيرات اجتماعية وحياتية وتغيرت معها الجرائم بشكل كبير.
وقد استطاعت الشرطة البحرينية أن تستوعب هذه التغيرات المتسارعة والمتواصلة وأن تتبنى من الوسائل والسياسات الأمنية ما جعلها في طليعة الأجهزة الشرطية الحديثة المتسلحة بالعلم والتدريب المناسب لهذا التغير الهائل في كل نواحي الحياة، واستطاعت أن تتبنى مفهوما أوسع للأمن وأبعاده المختلفة في زمن الإنترنت والحروب السيبرانية وحروب الجيل الرابع والخامس ومحاولات ضرب تماسك الدول ووحدتها.
هذا التقدم الذي تحقق في مجال العمل الأمني في بلادنا في العهد الميمون لجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، جعل الشرطة البحرينية شيئا نفتخر به، فإلى الأمام دائما أيها الفرسان، أدامكم الله حماة لأمن وأمان هذا البلد الطيب.