ياسمينيات

من يحمينا؟

| ياسمين خلف

أرادت‭ ‬شراء‭ ‬حاسوب‭ ‬جديد،‭ ‬وحدث‭ ‬أن‭ ‬أجلت‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭ ‬شهراً‭ ‬واحداً،‭ ‬وصادف‭ ‬حينها‭ ‬عرضا‭ ‬ترويجيا،‭ ‬فرحت،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬ستوفر‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬ديناراً،‭ ‬فأرادت‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مواصفات‭ ‬الحاسوب،‭ ‬لتفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬الحاسوب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المحل‭ ‬بالسعر‭ ‬ذاته‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬العرض‭ ‬الترويجي‭ ‬الذي‭ ‬يدعي‭ ‬المحل‭ ‬تخفيض‭ ‬سعره‭! ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تظن‭ ‬خيراً‭ ‬بالمحل‭ ‬فاستفسرت‭ ‬أكثر،‭ ‬فلربما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬ما؟‭ ‬أو‭ ‬لبس‭ ‬يمكن‭ ‬تصحيحه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الباعة،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬المسؤول‭ ‬عليهم‭ ‬أقر‭ ‬بوجود‭ ‬خطأ،‭ ‬واجهتهم‭ ‬بصورة‭ ‬التقطتها‭ ‬قبل‭ ‬العرض‭ ‬الترويجي‭ ‬والذي‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬السعر‭ ‬للحاسوب‭ ‬بعد‭ ‬التخفيض،‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي‭! ‬أنذرتهم‭ ‬بنيتها‭ ‬الشكوى‭ ‬ضدهم‭ ‬لدى‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ولم‭ ‬يرف‭ ‬لهم‭ ‬طرف‭! ‬

قدمت‭ ‬البلاغ،‭ ‬وجاء‭ ‬الرد‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬المحل‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الحاسوب‭ ‬ارتفع‭ ‬وتم‭ ‬تخفيضه‭! ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬حقيقة‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ترتفع‭ ‬أسعارها‭ ‬وتنخفض‭! ‬هل‭ ‬سعرها‭ ‬مرتبط‭ ‬بالدولار‭ ‬أو‭ ‬الذهب‭ ‬مثلاً؟‭ ‬المستهلك‭ ‬الضحية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فلا‭ ‬يملك‭ ‬إلا‭ ‬الرضوخ‭ ‬مرغما‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يمد‭ ‬يده‭ ‬مطالباً‭ ‬إياه‭ ‬بالدفع،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الدفع‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬حق‭! ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والضرائب‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يستنزفان‭ ‬ما‭ ‬يملكه،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يملكه،‭ ‬فيضطر‭ ‬حينها‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭ ‬والاستدانة‭ ‬لتوفير‭ ‬ضروريات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يواجه‭ ‬المستهلك‭ ‬تُجارا‭ ‬جشعين‭ ‬لا‭ ‬رحمة‭ ‬في‭ ‬قلوبهم،‭ ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬المستهلك‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬يحميه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭!‬

سلعة‭ ‬واحدة،‭ ‬وأسعار‭ ‬مختلفة‭! ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قورنت‭ ‬من‭ ‬متجر‭ ‬لآخر،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المتجر‭ ‬نفسه،‭ ‬فالسلعة‭ ‬الواحدة‭ ‬قد‭ ‬تجدها‭ ‬بأسعار‭ ‬مختلفة‭! ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭! ‬ومحظوظ‭ ‬من‭ ‬سيراجع‭ ‬فاتورته‭ ‬ويكتشف‭ ‬هذا‭ ‬التلاعب‭! ‬أما‭ ‬من‭ ‬سيسلم‭ ‬أمره‭ ‬بعد‭ ‬استلام‭ ‬فاتورته،‭ ‬وسيدفع‭ ‬وسيلقي‭ ‬الفاتورة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬سلة‭ ‬مهملات‭ ‬فعوضه‭ ‬على‭ ‬الله،‭ ‬ومثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستهلكين‭ ‬كُثر،‭ ‬فمن‭ ‬يحميهم؟‭ ‬

عروض‭ ‬ترويجية‭ ‬تدعي‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬فتوزع‭ ‬إعلانات‭ ‬تنزيلاتها‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬ترفع‭ ‬الأسعار‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬فإنها‭ ‬تُوهم‭ ‬المشتري‭ ‬بتخفيضها،‭ ‬لإغرائه‭ ‬ودفعه‭ ‬للشراء،‭ ‬ولن‭ ‬يجد‭ ‬المشتري‭ ‬من‭ ‬يحميه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوهم‭ ‬الترويجي‭! ‬خصوصاً‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬أصلاً‭ ‬السعر‭ ‬الأصلي‭ ‬قبل‭ ‬موسم‭ ‬الأوهام‭!.‬

ياسمينة‭:

‬لا‭ ‬جهة‭ ‬حقيقية‭ ‬للأسف‭ ‬تحمي‭ ‬المستهلكين‭.‬