ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (4)

| د. طارق آل شيخان الشمري

كان‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ - ‬أحفاد‭ ‬ورعاع‭ ‬القبائل‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي‭ ‬لتغيير‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لامبراطورية‭ ‬عربستان‭ ‬الكبرى،‭ ‬وأبناء‭ ‬القوقاز‭ ‬الوثنيين،‭ ‬في‭ ‬مؤامراتهم‭ ‬التي‭ ‬عملوا‭ ‬فيها‭ ‬جاهدين‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬احتلالا‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وفكريا،‭ ‬بل‭ ‬دينيا‭ - ‬استخدام‭ ‬عملاء‭ ‬موالين‭ ‬لهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تسهيل‭ ‬مهمة‭ ‬احتلالهم‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬فكان‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬واحتلوا‭ ‬إما‭ ‬عسكريا‭ ‬أو‭ ‬اقتصاديا‭ ‬أو‭ ‬فكريا‭ ‬ودينيا‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والسودان‭ ‬والصومال‭ ‬وليبيا‭ ‬بواسطة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين‭ ‬والحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬والإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والمستتركين‭ ‬وحركة‭ ‬الشباب‭ ‬الصومالي‭ ‬والقاعدة‭ ‬والنصرة‭ ‬وداعش‭ ‬وأخيرا‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬السوري،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬الثورة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬لتعصف‭ ‬بهذه‭ ‬الأحلام‭.‬

واستخدام‭ ‬العملاء‭ ‬الموالين‭ ‬للشعوبيين‭ ‬الجدد،‭ ‬لم‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬الخلافات‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬وتجييرها‭ ‬لصالح‭ ‬مؤامراتهم‭ ‬وخدمة‭ ‬لمصالحهم،‭ ‬لهذا،‭ ‬وجدت‭ ‬قطر‭ ‬حليفين‭ ‬اعتقدت‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامهما‭ ‬لتصفية‭ ‬حسابها‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬بعد‭ ‬الانشقاق‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬96‭ ‬إثر‭ ‬الاتهام‭ ‬القطري‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬بدعم‭ ‬محاولة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬استعادة‭ ‬نظامه‭ ‬من‭ ‬ابنه‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬انتهاج‭ ‬الدوحة‭ ‬سياسة‭ (‬قطر‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا،‭ ‬وليذهب‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬قطر‭ ‬للجحيم‭)‬،‭ ‬لهذا،‭ ‬أعلنت‭ ‬قطر‭ ‬التصادم‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬مع‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬عام‭ ‬87‭ ‬اكتشاف‭ ‬جواسيس‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬يعملون‭ ‬لصالح‭ ‬الدوحة،‭ ‬وإعلانها‭ ‬أيضا‭ ‬عام‭ ‬96‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مواطنين‭ ‬قطريين‭ ‬يعملان‭ ‬لصالح‭ ‬الدوحة،‭ ‬وكانت‭ ‬الجزيرة،‭ ‬والتي‭ ‬للتو‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬إرسالها‭ (‬نوفمبر‭ ‬96‭)‬،‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وتصفية‭ ‬حسابات‭ ‬قطر‭ ‬مع‭ ‬المنامة،‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬إعلامي‭ ‬ومفاهيم‭ ‬حرية‭ ‬الإعلام‭ ‬والتعبير‭. ‬وبلغت‭ ‬ذروة‭ ‬وباكورة‭ ‬استهداف‭ ‬الجزيرة‭ ‬للبحرين،‭ ‬والدعم‭ ‬القطري‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬لإيران‭ ‬لاحتلال‭ ‬البحرين‭ ‬أيضا،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬محاولة‭ ‬الانقلاب‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬إيران‭ ‬ونفذتها‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬بالمعارضة‭ ‬البحرينية‭ ‬وخلايا‭ ‬إيران‭ ‬بالبحرين،‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬والإصلاح‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتابعنا‭ ‬كلنا‭ ‬بتلك‭ ‬الفترة‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬حجم‭ ‬المواد‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬عمدت‭ ‬الجزيرة‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬خليجيا‭ ‬وعربيا‭ ‬وإسلاميا‭ ‬وعالميا،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الدوحة‭ ‬تراقب‭ ‬نجاح‭ ‬الجزيرة‭ ‬بشن‭ ‬حملات‭ ‬تصفية‭ ‬حساباتها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وضعته‭ ‬قطر‭ ‬بلائحة‭ ‬استهدافها‭.‬