ستة على ستة

حزب الله إرهابي إرهابي

| عطا السيد الشعراوي

قد‭ ‬يكون‭ ‬العنوان‭ ‬معروفًا‭ ‬ولا‭ ‬يحمل‭ ‬جديدا‭ ‬للكثيرين،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬يرفعه‭ ‬متظاهرون‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬ملفت‭ ‬ومثير‭ ‬دفع‭ ‬مجلة‭ ‬معروفة‭ ‬مثل‭ ‬“فورين‭ ‬بوليسي”‭ ‬الأميريكية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭ ‬نشرته‭ ‬مؤخرا‭ ‬لأن‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬سمعة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬تتلاشى‭ ‬وإنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فوق‭ ‬النقد‭.‬

سبب‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬مزاج‭ ‬وعقول‭ ‬اللبنانيين‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬رأوه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬لهذا‭ ‬الحزب‭ ‬وزعيمه‭ ‬المدعو‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬مضاد‭ ‬لهم‭ ‬وتحمل‭ ‬تهديدا‭ ‬للشعب‭ ‬الذي‭ ‬انتفض‭ ‬بوجه‭ ‬الفساد‭ ‬وسوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬لكنه‭ ‬خذل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬منحه‭ ‬قداسة‭ ‬وجعله‭ ‬خطًا‭ ‬أحمر‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للنقد،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجح‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لنفسه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬حامي‭ ‬لبنان‭ ‬والمقاوم‭ ‬للعدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وصدر‭ ‬للبنانيين‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬يؤكد‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬2006م‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬ألحقته‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬هائل‭ ‬بلبنان‭.‬

تغاضى‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬هيمنة‭ ‬الحزب‭ ‬وسيطرته‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬اللبنانية‭ ‬واستقوائه‭ ‬بالعتاد‭ ‬والأسلحة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬ويرفض‭ ‬باستمرار‭ ‬التخلي‭ ‬عنها،‭ ‬لأنه‭ ‬ظن‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬يعمل‭ ‬لصالح‭ ‬لبنان،‭ ‬ومن‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قويا‭ ‬ليكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إذا‭ ‬استدعت‭ ‬الحاجة‭ ‬ولصد‭ ‬العدوان‭ ‬وحماية‭ ‬لبنان،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬اتضح‭ ‬وتأكد‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬صفه‭ ‬ولا‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬يعمل‭ ‬لصالح‭ ‬دولته‭ ‬وصفه‭ ‬بالإرهابي‭ ‬وطالبه‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لبنانيا‭ ‬وليس‭ ‬إيرانيا،‭ ‬حيث‭ ‬هتف‭ ‬متظاهرون‭ ‬“هنا‭ ‬لبنان‭ ‬وليس‭ ‬إيران”‭.‬

لقد‭ ‬اتسم‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬بالصبر‭ ‬الجميل‭ ‬إزاء‭ ‬تصرفات‭ ‬وممارسات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تمادي‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬تهديداته‭ ‬الصريحة‭ ‬والضمنية‭ ‬للمتظاهرين‭ ‬واتهامهم‭ ‬بالعمالة‭ ‬للخارج‭ ‬ومواقفه‭ ‬الداعمة‭ ‬للحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬لبنان‭ ‬والكاشفة‭ ‬عن‭ ‬توحد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬اللبنانيين‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬وطنية‭ ‬غير‭ ‬طائفية‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬لإزالة‭ ‬القداسة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬ووصمه‭ ‬بالإرهابي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭.‬