إنهم جزء عزيز من الوطن

| عبدعلي الغسرة

إن‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬جزءٌ‭ ‬عزيز‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ولهم‭ ‬حقوق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتنموية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬والإعاقة‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬كالآخرين،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يتفوقون‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬لتميزهم‭ ‬بذكاء‭ ‬وبصيرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فقد‭ ‬استطاعوا‭ ‬أن‭ ‬يُبهروا‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬ويشقوا‭ ‬طريقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بدون‭ ‬أية‭ ‬عثرة،‭ ‬فحالتهم‭ ‬مدتهم‭ ‬بأسباب‭ ‬الحياة‭ ‬وجعلتهم‭ ‬ينطلقون‭ ‬في‭ ‬آفاقها‭.‬

وقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬2006م‭ ‬كميثاق‭ ‬لإدماجهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وحددت‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًا‭ ‬لهم،‭ ‬ويركز‭ ‬موضوع‭ ‬2019م‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وقيادتهم‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬بشأن‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‭ ‬لعام‭ ‬2030م،‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمنصفة‭ ‬والمستدامة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬والنمو‭ ‬والتوظيف‭ ‬والمساواة‭ ‬والإسكان،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الأفراد‭ ‬الآخرون‭ ‬من‭ ‬حقوق،‭ ‬وهذا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬“استراتيجية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإدماج‭ ‬منظور‭ ‬الإعاقة”‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2019م،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تعمل‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

وتعمل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬حقوق‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بأنهُم‭ ‬جزء‭ ‬مجتمعي‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتجزئة‭ ‬عن‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولهم‭ ‬كامل‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبجعلهم‭ ‬أشخاصًا‭ ‬يُنظر‭ ‬إليهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬حقوقهم‭ ‬الخاصة‭ ‬وقراراتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬التي‭ ‬يستطيعون‭ ‬أخذها‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم‭.‬

وحرصًا‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬صدر‭ ‬تقرير‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ (‬الوزارة‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬دمج‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬التربوية‭ ‬والنفسية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مناسبة‭ ‬تلائم‭ ‬قدراتهم‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬وتنمي‭ ‬مهاراتهم‭ ‬ومواهبهم‭ ‬بكوادر‭ ‬تربوية‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومناهج‭ ‬دراسية‭ ‬خاصة‭ ‬وأدوات‭ ‬تعليمية‭ ‬متطورة‭ ‬وصفوف‭ ‬خاصة‭ ‬لهم،‭ ‬وتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬توظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬تدريسهم،‭ ‬وتخصيص‭ ‬بعثات‭ ‬دراسية‭ ‬لهم‭ ‬وتوفير‭ ‬المواصلات‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬مركز‭ ‬رعاية‭ ‬الطلبة‭ ‬الموهوبين،‭ ‬وصنفت‭ ‬اليونسكو‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ (‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الأداء‭ ‬العالي‭ ‬والمتميز‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭).‬

إن‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬باختلاف‭ ‬حالاتهم‭ ‬ساهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬قدراتهم‭ ‬العِلمية‭ ‬والتعلمية‭ ‬وجعلهم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬بما‭ ‬وفرته‭ ‬لهم‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬نوعية‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬فهم‭ ‬جزء‭ ‬عزيز‭ ‬من‭ ‬الوطن‭.‬