سوالف

كريس ميرفي... يفتح أبواب الطوارئ للتطرف والإرهاب

| أسامة الماجد

غريب‭ ‬أمر‭ ‬الأميركيين،‭ ‬فبينما‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬الأخلاقية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬نراهم‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬المقاصد‭ ‬الدنيئة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬قسوة،‭ ‬وتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬السيناتور‭ ‬الأميركي‭ ‬كريس‭ ‬ميرفي‭ ‬إلى‭ ‬بيوت‭ ‬أشخاص‭ ‬يدعمون‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ومدانين‭ ‬ببث‭ ‬الأخبار‭ ‬والبيانات‭ ‬الكاذبة‭ ‬والمغرضة،‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬الاتجاه‭ ‬الرجعي‭ ‬للساسة‭ ‬الأميركيين‭ ‬وتفسير‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬وفق‭ ‬أهوائهم،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬الأسرار‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬سيناتورا‭ ‬أميركيا‭ - ‬استغل‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ - ‬يزور‭ ‬أشخاصا‭ ‬يدعمون‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخريب،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬معروفون‭ ‬بطبخ‭ ‬الفبركات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬وتاريخهم‭ ‬ملون‭ ‬بالخيانة‭.‬

كتاب‭ ‬“فلسفة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية”‭ ‬لكستر‭ ‬برنس‭ ‬يفضح‭ ‬السياسات‭ ‬الأميركية‭ ‬الخارجية‭ ‬بفكر‭ ‬صريح‭ ‬مفتوح،‭ ‬ولخص‭ ‬كتابه‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬أبرزها‭.. ‬هل‭ ‬أميركا‭ ‬دولة‭ ‬استعمارية؟‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬تعلقها‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الديمقراطية؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬عقدة‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية؟‭ ‬وهل‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة‭ ‬فلسفة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬أساس؟‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬زيارة‭ ‬ميرفي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بالصدفة،‭ ‬إنما‭ ‬كانت‭ ‬بقرار‭ ‬تنفيذي‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬نظام‭ ‬عمل‭ ‬وبرامج‭ ‬ولوائح،‭ ‬ولن‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬سيتعداه‭ ‬إلى‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‭ ‬شيئا،‭ ‬فالساسة‭ ‬الأميركان‭ ‬يوجهون‭ ‬هجماتهم‭ ‬ضدنا‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬وينصبون‭ ‬الكمائن‭ ‬ويتحركون‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬والليل‭ ‬بخبث‭ ‬وتحت‭ ‬غطاء‭ ‬“الصداقة”‭ ‬ولن‭ ‬يتغير‭ ‬تكتيكهم‭ ‬أبدا،‭ ‬ولن‭ ‬تنقطع‭ ‬لقاءاتهم‭ ‬مع‭ ‬الداعمين‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتطرف‭.‬

هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‭ ‬الخارجية،‭ ‬فالحكومة‭ ‬الأميركية‭ ‬تفرد‭ ‬لمرتكبي‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والداعمين‭ ‬للتخريب‭ ‬الساحات‭ ‬الواسعة‭ ‬وتغدق‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬أوصاف‭ ‬البطولة‭ ‬الكثير‭ ‬باعتبارهم‭ ‬أشخاصا‭ ‬يرفعون‭ ‬راية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهناك‭ ‬حقيقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬أذهاننا‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬للشعوب‭ ‬تبتدع‭ ‬أساليب‭ ‬العنف،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬عليها‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الطوارئ‭ ‬للمخربين‭ ‬والإرهابيين،‭ ‬نعم‭ ‬يخلقون‭ ‬المبررات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬لمواصلة‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬