الإمارات... خمسة عقود من المعجزات

| عباس العمران

تحتفل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الحبيبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬الثامن‭ ‬والأربعين،‭ ‬فتتزينُ‭ ‬مُدنها‭ ‬الجميلة‭ ‬بعناقيد‭ ‬الفرح‭ ‬وشوارعها‭ ‬بالزينةِ‭ ‬والألوان‭. ‬الأعلامُ‭ ‬فوق‭ ‬البيوت‭ ‬ترفرف،‭ ‬وصور‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬فوق‭ ‬الرؤس‭ ‬وعلى‭ ‬الصدور‭ ‬بكل‭ ‬فخرٍ‭ ‬واعتزاز،‭ ‬إنهُ‭ ‬يومٌ‭ ‬مختلف‭ ‬ولحظاتهُ‭ ‬مليئةٌ‭ ‬بمشاعر‭ ‬الحب‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الصادق‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الغالية‭ ‬والطاعة‭ ‬التامة‭ ‬لقيادتها‭ ‬الرشيدة،‭ ‬إنها‭ ‬أجواءُ‭ ‬روحُ‭ ‬الاتحاد‭.‬

عايشتُ‭ ‬هذه‭ ‬الفرحةُ‭ ‬المجيدة‭ ‬لسنواتٍ‭ ‬عديدة‭ ‬أثناءَ‭ ‬دراستي‭ ‬بمدينة‭ ‬أبوظبي‭ ‬الشامخة،‭ ‬لا‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أنساها‭ ‬أبداً،‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهائي‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬أحرصُ‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬مُلبياً‭ ‬دعوة‭ ‬المحبة‭ ‬التي‭ ‬انغرست‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬العظيم‭ ‬تارةً،‭ ‬ودعوةِ‭ ‬إخواني‭ ‬وأصدقائي‭ ‬وزملاء‭ ‬الدراسة‭ ‬الإماراتيين‭ ‬تارةً‭ ‬أخرى،‭ ‬فالمحبة‭ ‬مُتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬والجذور‭ ‬راسخةٌ‭ ‬في‭ ‬الأعماق‭.‬

مسيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬التي‭ ‬تعيشُ‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬كل‭ ‬إماراتي‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬إماراتي،‭ ‬وحكاية‭ ‬عشقٍ‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬لأنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بباني‭ ‬النهضة‭ ‬ومؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وصانع‭ ‬سعادة‭ ‬البلاد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وأسكنهُ‭ ‬فسيحَ‭ ‬جناته‭.‬

نحتفلُ‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الإماراتي‭ ‬الشقيق‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أيضاً‭ ‬وكعادتنا‭ ‬السنوية‭ ‬بيومه‭ ‬الوطني،‭ ‬ونحنُ‭ ‬نشهد‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وطموحا‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬لا‭ ‬يعرفُ‭ ‬المستحيل‭. ‬نحتفلُ‭ ‬مع‭ ‬إمارات‭ ‬المحبة‭ ‬لأننا‭ ‬أدركنا‭ ‬منذُ‭ ‬أمدٍ‭ ‬بعيد‭ ‬أن‭ ‬مستقبلنا‭ ‬واحد‭ ‬ومصيرنا‭ ‬مشترك،‭ ‬مشتركين‭ ‬في‭ ‬ذاتِ‭ ‬التحديات‭ ‬والمصاعب‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬عقودٍ‭ ‬خمسة‭ ‬مضت‭ ‬نستطيعُ‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تسير‭ ‬اليوم‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬العالمية،‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وإرادة‭ ‬حكامها‭ ‬الكرام‭ ‬وشعبها‭ ‬الأبي،‭ ‬وستبقى‭ ‬مسيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬خفاقة‭ ‬“والبيت‭ ‬متوحدا”،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وقيادة‭ ‬الإمارات‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬وأمنٍ‭ ‬وأمان‭.‬