ومضة قلم

السرطان يتفشى والوزارة تتفرج

| محمد المحفوظ

التصريح‭ ‬الذي‭ ‬فاجأنا‭ ‬به‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭ ‬حول‭ ‬استفحال‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬وتضاعف‭ ‬المصابين‭ ‬به‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬عاديا‭ ‬يُمكن‭ ‬قراءته‭ ‬كبقية‭ ‬التصريحات،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬أمامه‭ ‬بجدية‭ ‬واهتمام‭ ‬كبيرين،‭ ‬إنه‭ ‬ينبهنا‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تحدق‭ ‬بنا‭ ‬جميعا،‭ ‬فالضحايا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬مخيفة‭ ‬والحالات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافها‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬بشكل‭ ‬بديهي‭ ‬أن‭ ‬علاجها‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬يسيرا‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭. ‬والذي‭ ‬أثار‭ ‬دهشتنا‭ ‬واستغرابنا‭ ‬الشديد‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ميزانية‭ ‬مخصصة‭ ‬لمرض‭ ‬دون‭ ‬الآخر،‭ ‬إنما‭ ‬ترصد‭ ‬ميزانية‭ ‬لتوفير‭ ‬العلاج‭ ‬وفق‭ ‬حاجة‭ ‬كل‭ ‬مريض،‭ ‬ليس‭ ‬معقولا‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬كالأمراض‭ ‬الأخرى‭ ‬الممكن‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬نظرا‭ ‬لخطورته‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬علاجية‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الثانية‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬متابعة‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬حول‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬بحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬وكيفية‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬تجاه‭ ‬المواطن،‭ ‬بيد‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬للمصابين‭ ‬بالسرطان‭. ‬قبل‭ ‬سنتين‭ ‬وجه‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬لوزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬سؤالا‭ ‬مفاده‭ ‬التالي‭: ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬خطة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان؟‭ ‬وهل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بصدد‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬متخصص‭ ‬بأحدث‭ ‬الأنظمة‭ ‬والمعدات‭ ‬والخبرات‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬المرض؟‭ ‬لكنّ‭ ‬رد‭ ‬الوزيرة‭ ‬كان‭ ‬مخيبا‭ ‬للآمال‭ ‬بإعلانها‭ ‬أنّ‭ ‬جهود‭ ‬الوزارة‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬كمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭! ‬المتوفر‭ ‬حاليا‭ ‬لعلاج‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬مركز‭ ‬بمستشفى‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي‭ ‬ولا‭ ‬تتعدى‭ ‬قدرته‭ ‬الاستيعابية‭ ‬مئة‭ ‬سرير،‭ ‬بالطبع‭ ‬إنّ‭ ‬عدد‭ ‬الأسرة‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬استيعاب‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬الذين‭ ‬قدروا‭ ‬بـ‭ ‬1784‭ ‬مريضاً‭.‬

والذي‭ ‬يبدو‭ ‬لنا‭ ‬إزاء‭ ‬خطر‭ ‬بحجم‭ ‬السرطان‭ ‬أنّ‭ ‬الوضع‭ ‬بحاجة‭ - ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالصحة‭ - ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬كل‭ ‬الاستعدادات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬خطورة‭ ‬المرض،‭ ‬فالمواطن‭ ‬بات‭ ‬يشعر‭ ‬برعب‭ ‬حقيقي،‭ ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬الوزارة‭ ‬طمأنة‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬بإعداد‭ ‬البرامج‭ ‬التثقيفية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬وليس‭ ‬خافيا‭ ‬أنّ‭ ‬الأغلبية‭ ‬تجهل‭ ‬طبيعة‭ ‬المرض‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أعراضه‭.‬