وظائف شاغرة.. “حدها كجرة”!

| سعيد محمد

لا‭ ‬تصلح‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬الشاغرة،‭ ‬لا‭ ‬للبحرينيين‭ ‬إلا‭ ‬لفئة‭ ‬“قليلة‭ ‬منهم”،‭ ‬ولا‭ ‬لغير‭ ‬البحرينيين‭ ‬“إلا‭ ‬لفئة‭ ‬قليلة‭ ‬منهم‭ ‬أيضًا”،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬شواغر‭ ‬متوافرة‭ ‬بكثرة‭ ‬ومزاياها‭ ‬متعددة،‭ ‬وترغب‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬“القليلة”‭ ‬وإن‭ ‬كثرت‭ ‬وتعددت‭ ‬جنسياتها‭ ‬وأديانها‭ ‬ومذاهبها‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬“قيمها‭ ‬وأخلاقها”،‭ ‬وننصح‭ ‬الناس‭ ‬“المحترمين”‭ ‬ألا‭ ‬يتقدموا‭ ‬لهذه‭ ‬الوظائف‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بهم‭:‬

مطلوب‭ ‬داعية‭ ‬وواعظ‭: ‬أول‭ ‬شرط‭ ‬لأصحاب‭ ‬الطلبات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هيئتهم‭ ‬ملاءمة‭ ‬ومناسبة‭ ‬ومتطابقة‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬كذلك،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مظهرهم‭ ‬“مظهر‭ ‬لوفرية‭ ‬ولا‭ ‬يناسب‭ ‬الوظيفة”،‭ ‬فسيتم‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬مكثفة‭ ‬بحيث‭ ‬عليهم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الدورة‭ ‬“تربية‭ ‬لحية”،‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬شكلها‭.. ‬مرتبة‭.. ‬طويلة‭.. ‬قصيرة‭.. ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬موضة‭ ‬ذقن‭ ‬“أرطوغول”‭ ‬المنتشرة‭ ‬حاليًا‭ ‬والمستوحاة‭ ‬من‭ ‬الذوق‭ ‬العثماني‭ ‬الشهير،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتدربوا‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬بعض‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬الكريمة‭ ‬والأذكار،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬البكاء‭ ‬والتباكي‭ ‬إن‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭ ‬أو‭ ‬الخطبة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مهمتهم‭ ‬الرئيسة‭ ‬نشر‭ ‬الأفكار‭ ‬الطائفية‭ ‬والتشدد‭ ‬والتزمت‭ ‬والتكفير،‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التطرف،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الوسطية،‭ ‬ويشترط‭ ‬في‭ ‬أصحاب‭ ‬الطلبات‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جاهزين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البلدان‭ ‬ومخاطبة‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭... ‬ملاحظة‭: ‬لا‭ ‬مشكلة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬كرش‭ ‬صاحب‭ ‬الطلب‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬عينه‭ ‬حمراء‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬يتطاير‭ ‬منها‭ ‬الشرر،‭ ‬فهذه‭ ‬ميزة‭ ‬إضافية‭ ‬لها‭ ‬علاوتها‭ ‬الخاصة‭.‬

مطلوب‭ ‬عارض‭ ‬أزياء‭ ‬“فاشينيست”‭: ‬لا‭ ‬يشترط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬الخبرة‭ ‬أو‭ ‬الشهادات‭ ‬العلمية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬المتقدمين‭ ‬والمتقدمات،‭ ‬العارضين‭ ‬والعارضات،‭ ‬المستعربين‭ ‬والمستعربات،‭ ‬الجادين‭ ‬والجادات،‭ ‬المصرقعين‭ ‬والمصرقعات،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬“شكل”‭.. ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬“زي”‭.. ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬“حاجة‭ ‬خسيسة”‭.. ‬تسيء‭ ‬للذوق‭ ‬العام‭ ‬وأعراف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأن‭ ‬تتوافر‭ ‬لدى‭ ‬أصحاب‭ ‬الطلبات‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬متابعة‭ ‬لاسيما‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬ومن‭ ‬مميزات‭ ‬الوظيفة‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الراتب‭ ‬والمكافآت،‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬فني‭ ‬ولوجستي‭ ‬وواسطات‭ ‬ونفوذ‭ ‬وحماية‭ ‬قانونية‭ ‬أيضًا‭.‬

مطلوب‭ ‬إعلامي‭ ‬مرتزق‭: ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬متطلبات‭ ‬التقدم‭ ‬لهذه‭ ‬الوظيفة،‭ ‬باشتراطها‭ ‬ومعيارها،‭ ‬وهي‭ ‬مفتوحة‭ ‬لكل‭ ‬الجنسيات‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬ويمتلك‭ ‬خبرات‭ ‬ومهارات‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬المجتمعات‭ ‬وبث‭ ‬الأكاذيب‭ ‬ونشر‭ ‬الكراهية‭ ‬والعداوات‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وسواء‭ ‬أتقن‭ ‬لغة‭ ‬أو‭ ‬لغات‭ ‬عدة،‭ ‬فيتوجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضرًا‭ ‬للرصد‭ ‬والمتابعة،‭ ‬بحيث‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬الموضوعات‭ ‬والأفكار‭ ‬للتقارير‭ ‬والبرامج‭ ‬والأخبار‭ ‬والبيانات‭ ‬وسائر‭ ‬فنون‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬لإثارة‭ ‬الضغائن‭ ‬والأحقاد،‭ ‬والراتب‭ ‬جدًا‭ ‬ممتاز،‭ ‬والمكافآت‭ ‬“عد‭ ‬واغلط”‭.. ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭.‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬“هلوسة”‭.. ‬غير‭ ‬أنه،‭ ‬ومع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف،‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه،‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الفئات‭ ‬السيئة‭ ‬ذات‭ ‬الحظوة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتخلفة‭.‬