الصفعة السادسة والستون بوجه نظام طهران

| فلاح هادي الجنابي

في‭ ‬وقت‭ ‬يواجه‭ ‬فيه‭ ‬نظام‭ ‬الدجل‭ ‬والشعوذة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬انتفاضة‭ ‬شعبية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬الأرض‭ ‬تتزلزل‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬الطغمة‭ ‬الدينية‭ ‬وصار‭ ‬الشعب‭ ‬الرافض‭ ‬والكاره‭ ‬للنظام‭ ‬يهاجم‭ ‬مراكز‭ ‬إعداد‭ ‬الشعوذة‭ ‬الدينية‭ ‬المشبوهة‭ ‬ويقوم‭ ‬بإحراق‭ ‬مراكز‭ ‬القمع‭ ‬والبطش‭ ‬للنظام،‭ ‬قامت‭ ‬اللجنة‭ ‬الثالثة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالتصديق‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬السادس‭ ‬والستين‭ ‬بشأن‭ ‬الوضع‭ ‬الحرج‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬بمثابة‭ ‬صفعة‭ ‬أممية‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬والصلف‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيضاعف‭ ‬حالة‭ ‬العزلة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬ويصعب‭ ‬موقفه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السابق،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ينظر‭ ‬بعيون‭ ‬الغضب‭ ‬والاستنكار‭ ‬للأسلوب‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬مع‭ ‬انتفاضة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬لأعوام‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬وقام‭ ‬بتوظيف‭ ‬علاقاته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬بقائه‭ ‬واستمراره‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬ومواصلة‭ ‬نهجه‭ ‬القمعي‭ ‬واللاإنساني‭ ‬ضد‭ ‬شعبه‭ ‬وكذلك‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتدخلات‭ ‬السافرة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬حاول‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬المختلفة‭ ‬الإيحاء‭ ‬بأنه‭ ‬نظام‭ ‬عصري‭ ‬وأنه‭ ‬يتواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬وسلام،‭ ‬لكن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وطليعتها‭ ‬المناضلة‭ ‬والمقدامة‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬كانت‭ ‬تقف‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬الضد‭ ‬من‭ ‬المساعي‭ ‬الكاذبة‭ ‬والتمويهية‭ ‬للنظام‭ ‬وتقوم‭ ‬بفضحه‭ ‬بلغة‭ ‬الأرقام‭ ‬والمستمسكات،‭ ‬وتثبت‭ ‬أنه‭ ‬أسوأ‭ ‬نظام‭ ‬قمعي‭ ‬استبدادي‭ ‬معاد‭ ‬لأبسط‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ويعادي‭ ‬المرأة‭ ‬بطريقة‭ ‬وأسلوب‭ ‬مكشوف‭ ‬في‭ ‬قوانينه‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬ضدها‭ ‬والتي‭ ‬تمس‭ ‬الكرامة‭ ‬والاعتبار‭ ‬الإنساني‭ ‬للمرأة‭.‬

الصفعة‭ ‬السادسة‭ ‬والستون‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬نظام‭ ‬الدجل‭ ‬والشعوذة‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬يزداد‭ ‬ألمها‭ ‬ويتضاعف‭ ‬أكثر‭ ‬لأن‭ ‬النظام‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬الجهود‭ ‬والمساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬والدؤوبة‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وتبذلها‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي،‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬المنتخبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬وكشف‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المستمرة‭ ‬والمتواصلة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمرأة‭ ‬أمام‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬والمنابر‭ ‬الدولية‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليصدر‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬والقرارات‭ ‬السابقة،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬معروف‭ ‬بأساليبه‭ ‬المخادعة‭ ‬والتمويهية‭ ‬والتي‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬انطلت‭ ‬على‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬انخدعوا‭ ‬بأكذوبة‭ ‬الاعتدال‭ ‬والإصلاح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬مجرد‭ ‬سراب‭ ‬لخداع‭ ‬العالم‭ ‬وجعله‭ ‬ينتظر‭ ‬أمرا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هكذا‭ ‬نظام‭ ‬قمعي‭ ‬استبدادي‭.‬

الاستمرار‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الضربات‭ ‬تلو‭ ‬الضربات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬الآيل‭ ‬للسقوط‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭ ‬والسعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غلق‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬بوجهه،‭ ‬جهد‭ ‬سيستمر‭ ‬بصورة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الكلل‭ ‬والملل‭ ‬حتى‭ ‬إسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭. ‬“الحوار”‭.‬