فلسطين عربية وعاصمتها القدس

| عبدعلي الغسرة

تمثل‭ ‬فلسطين‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬القضية‭ ‬القومية‭ ‬والمركزية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬وشعبها‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬تهويد‭ ‬فلسطين‭ ‬وطرد‭ ‬شعبها‭ ‬منها،‭ ‬والخطر‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬خطر‭ ‬يُهدد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ويقف‭ ‬ضد‭ ‬تطلعاتها‭ ‬الوحدوية،‭ ‬مناهضًا‭ ‬لشخصيتها‭ ‬القومية‭ ‬ووجودها‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬الصهيونية‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الخطر‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬والقومي‭ ‬والديني‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭. ‬

ومنذُ‭ ‬1948م‭ ‬ولحاضرنا‭ ‬أكدت‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬خرافات‭ ‬وأساطير‭ ‬تاريخية‭ ‬وأكاذيب‭ ‬دينية‭ ‬أنها‭ ‬حركة‭ ‬استعمارية‭ ‬غازية‭ ‬تهدد‭ ‬الوجود‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وأنها‭ ‬أداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الغربية‭ ‬لسلب‭ ‬الثروات‭ ‬العربية‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصهيوني‭ ‬والغربي،‭ ‬فهي‭ ‬حركة‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتستهدف‭ ‬شعبها،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الصهيوني‭ ‬مسؤولية‭ ‬قومية‭. ‬

على‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تتصارع‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الشأن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أن‭ ‬تتوحد‭ ‬وتكافح‭ ‬معًا‭ ‬لتحرير‭ ‬بلادها،‭ ‬فهي‭ ‬قوى‭ ‬تتصارع‭ ‬بدون‭ ‬أرض‭ ‬وبأهداف‭ ‬شخصية‭ ‬لا‭ ‬وطنية،‭ ‬فما‭ ‬يجمع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬تحريرها‭ ‬وعودة‭ ‬أهلها‭ ‬إليها‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬وحدة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وطنية‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬أجندات‭ ‬إقليمية‭ ‬وأجنبية،‭ ‬وبمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأجندة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أجندة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تجمع‭ ‬أبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬وتوحد‭ ‬رؤاهم‭ ‬وتُنظم‭ ‬كفاحهم‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬وتكون‭ ‬القدس‭ ‬عاصمتها،‭ ‬بعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬القرارات‭ ‬الغربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والأممية‭ ‬بشأن‭ ‬فلسطين‭.‬

إن‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬البحرين‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬الاستعماري‭ ‬أولا،‭ ‬ورفضها‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬وعواصم‭ ‬الغرب‭ ‬التي‭ ‬نظمت‭ ‬الهجرة‭ ‬الصهيونية‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬ثانيًا،‭ ‬ونابع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬ثالثًا‭. ‬لذا‭ ‬فالبحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬متمسكون‭ ‬بعروبة‭ ‬فلسطين‭ ‬وحق‭ ‬شعبها‭ ‬التاريخي‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬واجب‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬لأن‭ ‬فلسطين‭ ‬تمثل‭ ‬صراعًا‭ ‬عربيًا‭ ‬صهيونيًا‭ ‬لا‭ ‬صراعًا‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬صهيونيًا،‭ ‬فالصهيونية‭ ‬تسعى‭ ‬لإقامة‭ ‬“إسرائيل‭ ‬الكبرى”‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

لقد‭ ‬طالبت‭ ‬البحرين‭ ‬بعدم‭ ‬طي‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ورفضت‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وطالبت‭ ‬بحشد‭ ‬الموارد‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين‭ ‬لديارهم‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحذرت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬دمج‭ ‬دولة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬اقتصاديات‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬رافضة‭ ‬غزو‭ ‬الصهيونية‭ ‬أسواق‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يُهدد‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬ونقل‭ ‬سفارة‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬كانت‭ ‬محاولة‭ ‬أميركية‭ ‬لفرض‭ ‬الاعتراف‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬بشرعية‭ ‬دولة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وجرائمها‭ ‬التوسعية‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأرضه‭.‬