فجر جديد

الأرض لنا والقدس لنا

| إبراهيم النهام

في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والذي‭ ‬أحياه‭ ‬البحرينيون‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للحراك‭ ‬بمشاركة‭ ‬سياسية‭ ‬وأهلية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬شملت‭ ‬ممثلي‭ ‬جمعيات‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬من‭ ‬صم‭ ‬وبكم‭ ‬ومقعدين‭ ‬حرصوا‭ ‬أن‭ ‬يتواجدوا،‭ ‬وأن‭ ‬يسجلوا‭ ‬موقفهم‭ ‬وحضورهم‭ ‬وكلمتهم،‭ ‬استذكرت‭ ‬كغيري‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬تحديدًا،‭ ‬بأن‭ ‬فلسطين‭ ‬ستظل‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬والإسلام‭ ‬الأولى،‭ ‬مهما‭ ‬تغيرت‭ ‬الظروف‭ ‬وتكالبت‭.‬

‭ ‬ولقد‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬29‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬كيوم‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬فلسطين،‭ ‬لما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬ودلالات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬قُدّر‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1947‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬قرار‭ ‬التقسم‭ ‬المشئوم،‭ ‬والذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تنشأ‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬دولتان،‭ ‬يهودية‭ ‬وعربية،‭ ‬مع‭ ‬اعتبار‭ ‬القدس‭ ‬كيانًا‭ ‬متميزًا‭ ‬يخضع‭ ‬لنظام‭ ‬دولي‭ ‬خاص‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬شطر‭ ‬فلسطين،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أغرقها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬سبعين‭ ‬عامًا‭ ‬بالكوارث‭ ‬والنكبات‭ ‬والويلات،‭ ‬محاولاً‭ ‬خطف‭ ‬هويتها‭ ‬وطمسها‭ ‬بالوحل،‭ ‬لكنه‭ -‬وبالمُقابل‭- ‬لم‭ ‬يثن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرته،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بثوابته‭ ‬وأهدافه‭ ‬ووجوده،‭ ‬وحقوقه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُبتر‭ ‬أو‭ ‬تجزّأ،‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ذريعة‭ ‬كانت‭.‬

‭ ‬نتطلع‭ ‬اليوم،‭ ‬بمضض‭ ‬للضغوطات‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬أولها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالقدس‭ ‬كعاصمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ومعها‭ ‬إغلاق‭ ‬مكتب‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬والتضييق‭ ‬على‭ (‬الأونروا‭) ‬ووقف‭ ‬وتقليص‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬لها،‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لإلغاء‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬ووقف‭ ‬الدعم‭ ‬المُقدم‭ ‬لمُستشفيات‭ ‬القدس‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬على‭ ‬نهجهم‭ ‬الذي‭ ‬نعرفهم‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى،‭ ‬بدروس‭ ‬مستفادة‭ ‬تقول‭ ‬بأنهم‭ ‬مغروسون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬وفي‭ ‬صخورها‭ ‬وترابها،‭ ‬وجبالها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬الآلاف‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬تواجد‭ ‬ثابت‭ ‬وقائم‭ ‬ومستمر‭ ‬حتى‭ ‬زوال‭ ‬الاحتلال‭ ‬ونيل‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال،‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتظل‭ ‬الأرض‭ ‬لنا‭ ‬والقدس‭ ‬لنا‭.‬