بلومبرغ... الملياردير الساعي لاعتلاء عرش أميركا

| بدور عدنان

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬قد‭ ‬طرحت‭ ‬للترشح‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لمقارعة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬الحالي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬كان‭ ‬الاسم‭ ‬الأبرز‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬كالمرشح‭ ‬الأوفر‭ ‬حظاً‭ ‬للمنافسة‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الرئاسة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اقتران‭ ‬اسمه‭ ‬بقضية‭ ‬عزل‭ ‬ترامب‭ ‬إثر‭ ‬اتهامات‭ ‬وجهت‭ ‬إليه‭ ‬بالتخابر‭ ‬والتآمر‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬ضد‭ ‬ابن‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬كييف،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬تردد‭ ‬اسم‭ ‬بايدن‭ ‬كمرشح‭ ‬وند‭ ‬قوي‭ ‬يسعى‭ ‬ترامب‭ ‬للتخلص‭ ‬منه‭.‬

لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬حظوظ‭ ‬بايدن‭ ‬بدأت‭ ‬بالتراجع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إعلان‭ ‬الملياردير‭ ‬الأميركي‭ ‬مايكل‭ ‬بلومبرغ‭ ‬رسمياً‭ ‬الترشح‭ ‬للسباق‭ ‬الرئاسي‭. ‬عمدة‭ ‬نيويورك‭ ‬السابق‭ ‬وصاحب‭ ‬امبراطورية‭ ‬بلومبرغ‭ ‬الإعلامية‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬الترشح‭ ‬للظفر‭ ‬بمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬تحمل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ ‬بقيادة‭ ‬ترامب‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التكهن‭ ‬يبدو‭ ‬صعباً‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬أولية‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬حظوظ‭ ‬بلومبرغ‭ ‬تبدو‭ ‬كبيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬تفسره‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬دعمه‭ ‬المطلق‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬المرشحين‭ ‬الأقرب‭ ‬لنيل‭ ‬دعم‭ ‬اللوبي‭ ‬اليهودي‭ ‬المؤثر‭ (‬إباك‭).‬

يلتقي‭ ‬بلومبرغ‭ ‬مع‭ ‬ترامب،‭ ‬فالاثنان‭ ‬يمتلكان‭ ‬خلفية‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬يهتم‭ ‬بالجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخلفية‭ ‬طغت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬إذ‭ ‬عانى‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬لاذعة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬طريقة‭ ‬إدارته‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬وتصادمه‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬مع‭ ‬أقرب‭ ‬حلفائه‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخليه‭ ‬وانسحابه‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وصدامه‭ ‬وتأجيجه‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬دوماً‭ ‬موضع‭ ‬انتقاد‭ ‬السياسيين،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى،‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬المناخ‭ ‬كان‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بعدم‭ ‬اكتراثه‭ ‬بالالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬لواشنطن‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

جميع‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ستؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬حظوظ‭ ‬ترامب‭ ‬وتشكل‭ ‬عامل‭ ‬قوة‭ ‬لبلومبرغ،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬يعتبر‭ ‬وسطياً‭ ‬تولى‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬نيويورك‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬عنه‭ ‬تبرعاته‭ ‬السخية‭ ‬لصالح‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أعماله‭ ‬الخيرية،‭ ‬لكن‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬بلومبرغ‭ ‬التفوق‭ ‬على‭ ‬منافسيه‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬فعلياً‭ ‬من‭ ‬منافسة‭ ‬ترامب‭.‬