فجر جديد

شكرا لمعهد التنمية السياسية

| إبراهيم النهام

حضرتُ‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬ملتقى‭ ‬معهد‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬والذي‭ ‬عنون‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بــ‭ ‬“البحرين‭.. ‬انتماء‭ ‬ومواطنة”،‭ ‬جامعًا‭ ‬مفكرين‭ ‬وإعلاميين‭ ‬وساسة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬البحريني‭ ‬وخارجة،‭ ‬تناقشوا‭ ‬وتحدثوا‭ ‬وتساءلوا‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يهمنا،‭ ‬ويهم‭ ‬أبناءنا،‭ ‬ويهم‭ ‬الأجيال‭ ‬المُقبلة‭.‬

المنتدى‭ ‬بجلساته‭ ‬الأربع‭ ‬كان‭ ‬أقرب‭ ‬لجلسات‭ ‬عصف‭ ‬ذهني،‭ ‬تقاطعت‭ ‬عن‭ ‬العولمة،‭ ‬وعن‭ ‬مسؤوليات‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وعن‭ ‬تحديات‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأوطان،‭ ‬والأُسر‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬وتهيئة‭ ‬نشأة‭ ‬ملمة،‭ ‬مدركة‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬حولها،‭ ‬بمسؤولية‭ ‬جامعة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬مرورًا‭ ‬بوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ووصولًا‭ ‬للدولة‭ ‬نفسها‭.‬

هذه‭ ‬المسؤوليات‭ ‬تصعب‭ ‬اليوم‭ ‬كثيرًا،‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬موجات‭ ‬التغلغل،‭ ‬والتي‭ ‬وظفت‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬كمنصة‭ ‬للوثب‭ ‬الى‭ ‬عمق‭ ‬الأوطان،‭ ‬مشوهة‭ ‬مفاهيمها،‭ ‬وقيمها،‭ ‬وأسسها‭ ‬التي‭ ‬بُنيت‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى،‭ ‬وترعرعت‭ ‬لتكون‭ ‬أنموذجًا‭ ‬يتحدث‭ ‬به‭ ‬الجار‭ ‬والصديق،‭ ‬والعدو‭ ‬أحيانًا‭.‬

المنتدى‭ ‬والذي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬الزوار،‭ ‬والإعلاميون‭ ‬بشفافية‭ ‬تامة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يدور‭ ‬بهذا‭ ‬الفلك،‭ ‬كان‭ ‬محطة‭ ‬حقيقة،‭ ‬وقف‭ ‬أمامها‭ ‬جمع‭ ‬الحضور‭ ‬من‭ ‬ضيوف‭ ‬ومتحدثين‭ ‬ومشاركين،‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬المشاكل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الكثة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الوالدان،‭ ‬والأوطان،‭ ‬والدول‭ ‬وتخص‭ ‬النشأة‭ ‬وعلاقتهم‭ ‬بالأرض‭ ‬والهوية‭ ‬والبلد،‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬لإرادات‭ ‬سياسية‭ ‬تقود‭ ‬الشعوب‭ ‬لواقع‭ ‬أفضل،‭ ‬وأجمل،‭ ‬وأكثر‭ ‬أمنًا‭.‬

هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬الوقفة،‭ ‬والاشادة،‭ ‬والشكر،‭ ‬والتقدير،‭ ‬لكل‭ ‬صُناعة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬للجنود‭ ‬المجهولون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المعهد،‭ ‬والذين‭ ‬أنجحوا‭ ‬الحدث‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬بعمل‭ ‬مستمر‭ ‬ليلًا‭ ‬ونهارًا،‭ ‬وهو‭ ‬واجب‭ ‬نشد‭ ‬يدهم‭ ‬عليه،‭ ‬ونأمل‭ ‬معهم‭ ‬وبهم‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬البحرين‭ ‬بصورتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬كوطن‭ ‬للتسامح‭ ‬ونشر‭ ‬الأمل‭ ‬وإشاعته،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬كما‭ ‬عهدناها‭ ‬دومًا‭ ‬بصناعة‭ ‬بحرينية‭ ‬خالصة‭.‬