سوالف

“سكن العزاب”.. متى سيتوقف المتنفذون وكل من يرفس المبادئ والقيم

| أسامة الماجد

عطفا‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬الأمس‭ ‬“سكن‭ ‬العزاب”‭ ‬ومعاناة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬البحرينية،‭ ‬نتساءل‭ ‬بكل‭ ‬حرقة‭.. ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المحبط‭ ‬والوجع‭ ‬واليأس‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬للمواطن‭ ‬الذي‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬سكن‭ ‬العزاب‭ ‬اشرب‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬أو‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬متخدرا‭ ‬حتى‭ ‬الشلل‭ ‬الكلي،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬ومن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬والمعادلة‭ ‬الغريبة‭ ‬والجرائم‭ ‬الملونة‭ ‬بألوان‭ ‬“التأجير‭ ‬بالباطن”‭ ‬ومسارات‭ ‬الزيف‭ ‬حتى‭ ‬النخاع‭.‬

لماذا‭ ‬نشعر‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬مع‭ ‬معاناة‭ ‬ومشاكل‭ ‬مع‭ ‬سكن‭ ‬العزاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬واقعا‭ ‬بالفعل،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يريد‭ ‬منا‭ ‬أصحاب‭ ‬“الحلال”‭ ‬الذين‭ ‬حولوا‭ ‬أفراح‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬مرارة‭ ‬وتعاسة‭ ‬ومعاناة‭ ‬تستعجل‭ ‬النهاية،‭ ‬فالإدمان‭ ‬على‭ ‬تأجير‭ ‬البيوت‭ ‬على‭ ‬العزاب‭ ‬الآسيويين‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والفرجان‭ ‬وبهذه‭ ‬الصورة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬ما‭ ‬وعلة‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬وثغرات‭ ‬يستغلها‭ ‬المتنفذون‭ ‬لإشباع‭ ‬حاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬وما‭ ‬أكبرها‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬المال‭ ‬قبل‭ ‬الأخلاق‭ ‬والذمة‭ ‬ونبضة‭ ‬القلب‭ ‬الصادقة‭.‬

كنا‭ ‬نتصور‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬الفساد‭ ‬والمحسوبية‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المكاتب‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬تعربد‭ ‬بشراسة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والفرجان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طاعون‭ ‬التأجير‭ ‬بالباطن،‭ ‬الزاوية‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬المتنفذون‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬ذرة‭ ‬غيرة‭ ‬على‭ ‬نساء‭ ‬جيرانه،‭ ‬وكأني‭ ‬به‭ ‬يتعمد‭ ‬راغبا‭ ‬في‭ ‬تحطيم‭ ‬الأسرة‭ ‬واغتيال‭ ‬فرحتها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تضخم‭ ‬ملف‭ ‬تأجير‭ ‬السجلات‭ ‬التجارية‭ ‬بالباطن‭ ‬على‭ ‬الآسيويين‭ ‬وبعثرة‭ ‬أوراق‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬أرصفة‭ ‬النسيان،‭ ‬دخلت‭ ‬علينا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المفهومات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬برمز‭ ‬“تأجير‭ ‬البيت‭ ‬على‭ ‬عزاب”‭ ‬وهو‭ ‬ملف‭ ‬مثل‭ ‬الكابوس‭ ‬المخيف‭ ‬والخنجر‭ ‬الذي‭ ‬يطعن‭ ‬العوائل‭ ‬البحرينية‭ ‬ولا‭ ‬يحترمها‭ ‬ويعتبرها‭ ‬رخيصة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله‭.‬

المواطن‭ ‬يريد‭ ‬الصراحة‭ ‬والوضوح‭ ‬والصدق،‭ ‬متى‭ ‬ستطبق‭ ‬القوانين‭ ‬الصارمة‭ ‬لعلاج‭ ‬مشاكل‭ ‬سكن‭ ‬العزاب‭ ‬في‭ ‬الأحياء،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التأخير‭ ‬رغم‭ ‬ونات‭ ‬وصرخات‭ ‬العوائل‭ ‬واستنجادها‭ ‬بالجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬متى‭ ‬سيتوقف‭ ‬المتنفذون‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يرفس‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭.‬