النظام الإيراني يترنح

| سالم الشوبكي

ما‭ ‬يواجهه‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وشعبيا‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الخارجي‭ ‬والداخلي،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬نتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬لأربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬المغامرات‭ ‬الطائشة‭ ‬ووصفات‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬والممارسات‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تجر‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬سوى‭ ‬الويلات،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬نصيب‭ ‬الإيرانيين‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬الفقر‭ ‬والتخلف‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬التنمية‭ ‬والرخاء‭ ‬والازدهار،‭ ‬وعزلة‭ ‬تحرمهم‭ ‬وبلادهم‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬طبيعية‭ ‬وتفاعل‭ ‬إيجابي‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭.‬

أما‭ ‬وقد‭ ‬انتفض‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬المحبط‭ ‬بوجه‭ ‬النظام‭ ‬والفساد‭ ‬المستشري‭ ‬في‭ ‬أركانه‭ ‬ولم‭ ‬يستثن‭ ‬من‭ ‬رموزه‭ ‬أحدا،‭ ‬فإن‭ ‬الأخير‭ ‬تلقى‭ ‬كلمة‭ ‬أخرى‭ ‬جعلته‭ ‬يترنّح‭ ‬بعد‭ ‬ضربات‭ ‬موجعة‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬كان‭ ‬يتباها‭ ‬بمد‭ ‬نفوذه‭ ‬إليها،‭ ‬وتمكين‭ ‬أذنابه‭ ‬من‭ ‬مفاصلها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتصاعدة‭ ‬والعزلة‭ ‬الدولية‭ ‬المتزايدة‭.‬

يفقد‭ ‬النظام‭ ‬توازنه‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تظاهرات‭ ‬عارمة‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬انتشار‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم؛‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تزداد‭ ‬كثافة‭ ‬مع‭ ‬انتقالها‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬يواجهها‭ ‬بدوره‭ ‬بالقمع‭ ‬والتنكيل،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬محاولات‭ ‬مكشوفة‭ ‬للنأي‭ ‬برموزه‭ ‬عن‭ ‬غضب‭ ‬الشارع‭ ‬وحنقه‭.‬

 

صحيح‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬الشرارة‭ ‬التي‭ ‬أشعلت‭ ‬فتيل‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬كانت‭ ‬مشحونة‭ ‬ومهيئة‭ ‬لذلك،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬أبناء‭ ‬إيران‭ ‬يئنون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬أوضاع‭ ‬اقتصادية‭ ‬قاهرة،‭ ‬ونسب‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬وتدني‭ ‬الأجور،‭ ‬وما‭ ‬يرافق‭ ‬تدهور‭ ‬العملة‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬اعتلالات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تنهك‭ ‬أحوال‭ ‬الناس‭ ‬المعيشية‭ ‬يضاف‭ ‬لها‭ ‬بطش‭ ‬أذرع‭ ‬النظام‭ ‬الأمنية‭ ‬وقمع‭ ‬الحريات،‭ ‬والاستبداد‭ ‬والتهميش،‭ ‬والاضطهاد‭.‬