ريشة في الهواء

الكتابة بوحي من المسؤولية

| أحمد جمعة

الكتابة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مهنة‭ ‬هي‭ ‬حرية،‭ ‬انفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬تحرر‭ ‬من‭ ‬القيود،‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحافية‭ ‬مسؤولية‭ ‬عندما‭ ‬يدرك‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬هدفه،‭ ‬إنساني‭ ‬وحضاري‭ ‬ووطني،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته،‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬مسك‭ ‬القلم‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬مقال‭ ‬كتبته،‭ ‬وهذا‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬للقول،‭ ‬إن‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مكفولة‭ ‬بالدستور‭ ‬والقانون،‭ ‬كفلها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬عشقه‭ ‬للصحافة‭ ‬والصحافيين،‭ ‬علاقته‭ ‬بالجرائد‭ ‬والكتاب،‭ ‬اهتمامه‭ ‬بما‭ ‬يكتبون‭ ‬وينشرون،‭ ‬علاقته‭ ‬الوطيدة‭ ‬بالمشكلات‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تُطرح‭ ‬بالساحة،‭ ‬دفاعه‭ ‬ومساندته‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬للتضييق،‭ ‬ومتابعته‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ترفع‭ ‬عليه‭ ‬دعوى،‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬يهبه‭ ‬سموه‭ ‬للصحافة‭ ‬والصحافيين‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬وأقوى‭ ‬دعم‭ ‬لحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬شخصياً،‭ ‬أدين‭ ‬لسموه‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬رحابة‭ ‬القلم‭ ‬وحرية‭ ‬الطرح،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يشيد‭ ‬سموه‭ ‬بما‭ ‬أكتب‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬تزعجهم‭ ‬صراحتي،‭ ‬لكن‭ ‬طالما‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وطالما‭ ‬الكتابة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمصالح‭ ‬العامة‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬تميل‭ ‬للتجريح‭ ‬والتشهير،‭ ‬فإن‭ ‬التعبير‭ ‬بصراحة‭ ‬ووضوح‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يشد‭ ‬سموه‭ ‬لما‭ ‬نكتب،‭ ‬لقد‭ ‬شعرت‭ ‬طوال‭ ‬حياتي‭ ‬الصحافية‭ ‬بالأمان‭ ‬والرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬من‭ ‬سموه،‭ ‬لم‭ ‬يوجهن‭ ‬يوماً‭ ‬لموضوع‭ ‬أو‭ ‬مقال،‭ ‬ولم‭ ‬يفرض‭ ‬عليّ‭ ‬موقفا‭ ‬ولم‭ ‬يشر‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬بأي‭ ‬تلميح‭ ‬لأي‭ ‬رأي‭ ‬أطرحه،‭ ‬أقسم‭ ‬أنني‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬تدفق‭ ‬قلمي‭ ‬بالكتابة‭ ‬كنت‭ ‬حراً‭ ‬تماماً،‭ ‬وكان‭ ‬تعبيري‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬وقضايا‭ ‬الناس‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬علاقتي‭ ‬بإنسان‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬فبقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬حب‭ ‬سموه‭ ‬وعشقه‭ ‬للبحرين،‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬واجب‭ ‬الكتابة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالوطن،‭ ‬فعند‭ ‬الأزمات‭ ‬والمحن،‭ ‬أقول‭ ‬ما‭ ‬بوجداني‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬مهما‭ ‬أزعجت‭ ‬البعض‭ ‬لكنها‭ ‬بالنهاية‭ ‬تصب‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد،‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬هي‭ ‬نبراس‭ ‬القلم،‭ ‬وهي‭ ‬منهج‭ ‬الكتابة‭.‬

حرية‭ ‬التعبير‭ ‬تعلمتها‭ ‬واتخذت‭ ‬منها‭ ‬متنفساً‭ ‬للكتابة،‭ ‬استقيت‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬رؤيته‭ ‬للبحرين‭ ‬ومستقبلها‭ ‬وأمنها‭ ‬وازدهارها،‭ ‬فكان‭ ‬دافعي‭ ‬كما‭ ‬أغلب‭ ‬الزملاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحافيين‭ ‬المنفعة‭ ‬الشاملة‭ ‬للجميع،‭ ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬نشعر‭ ‬بها‭ ‬ونحلق‭ ‬برحابها‭ ‬نستمدها‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬سموه‭ ‬للصحافة،‭ ‬وتقبل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نكتب‭ ‬بروح‭ ‬أبوية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬قيادية‭ ‬تجعلنا‭ ‬نحترم‭ ‬كلمتنا‭ ‬وألا‭ ‬نهبط‭ ‬للتجريح‭ ‬والتشهير،‭ ‬بل‭ ‬النقد‭ ‬والتعبير‭ ‬الموضوعي‭ ‬والواقعي‭ ‬الذي‭ ‬يمس‭ ‬المصلحة،‭ ‬لا‭ ‬الذي‭ ‬هدفه‭ ‬النفاق‭ ‬والتضليل‭ ‬والتشهير‭ ‬بالآخرين‭. ‬انتهجت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إيماني‭ ‬بالكلمة‭ ‬ومسؤوليتها،‭ ‬ومن‭ ‬نهج‭ ‬سموه‭ ‬يرجعه‭ ‬الله‭ ‬بالسلامة،‭ ‬سالماً‭ ‬غانماً،‭ ‬تعلمت‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ ‬الناصعة،‭ ‬بلا‭ ‬تزييف‭ ‬ولا‭ ‬مبالغة‭ ‬ولا‭ ‬نفاق‭ ‬وتجريح،‭ ‬امتهنت‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحافية‭ ‬بحرية‭ ‬ودعم‭ ‬أبوي،‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬يدرك‭ ‬ويعي‭ ‬مسؤولية‭ ‬الصحافة‭ ‬ويتعاطى‭ ‬معها‭ ‬بكل‭ ‬حب‭.‬

يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬يا‭ ‬روح‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ترجع‭ ‬لنا‭ ‬بالسلامة‭ ‬حماك‭ ‬الله،‭ ‬لتكون‭ ‬بجانبنا،‭ ‬داعماً‭ ‬ومسانداً‭ ‬ومحباً‭ ‬كما‭ ‬عهدناك‭ ‬دائماً‭ ‬وأبدًا‭ ‬رعاك‭ ‬الله‭.‬

 

تنويرة‭:

‬الخوف‭ ‬أول‭ ‬أسباب‭ ‬الفشل،‭ ‬والفشل‭ ‬يزرع‭ ‬الخوف‭.‬