العيد الوطني لسلطنة عُمان

| عبدعلي الغسرة

احتفلت‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني،‭ ‬ويُمثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وقفة‭ ‬الشعب‭ ‬العُماني‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬بلادهم‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬بقيادة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬الذي‭ ‬استلم‭ ‬مقاليد‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬1970م،‭ ‬ومنذُ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بدأ‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا‭.‬

أعوام‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعطاء‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬العُمانية‭ ‬أثمرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬السلطنة،‭ ‬مسيرة‭ ‬نقلتها‭ ‬من‭ ‬الظلام‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬كموطن‭ ‬ومجتمع‭ ‬وأفراد،‭ ‬ومن‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬إلى‭ ‬الخليجي‭ ‬فالعربي‭ ‬فالدولي‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لها‭ ‬ولمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭. ‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الإنجازات‭ ‬العُمانية‭ ‬التي‭ ‬يرتفع‭ ‬مؤشرها‭ ‬وحجمها‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬أثمرت‭ ‬تطورا‭ ‬كبيرا‭ ‬لعُمان‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬العُماني‭.‬

وحظيت‭ ‬عُمان‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الاهتمامات‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيادتها‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬وحُكم‭ ‬القانون‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬وتحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬وتيسير‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬كما‭ ‬نال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬فارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الداخلية‭ ‬والعربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬وتعمقت‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العُمانية‭ ‬إيجابيًا‭ ‬لصالح‭ ‬عُمان،‭ ‬ونال‭ ‬المواطن‭ ‬والشباب‭ ‬العُماني‭ ‬حقه‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والعمل،‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحياتية‭ ‬التي‭ ‬خففت‭ ‬أعباء‭ ‬العُمانيين،‭ ‬وحققت‭ ‬المرأة‭ ‬تقدمًا‭ ‬نوعيًا‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬عُمان‭ ‬بفضل‭ ‬رعاية‭ ‬الدولة‭ ‬لها‭ ‬وتمكينها‭ ‬وتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬ومهاراتها‭ ‬فأصبحت‭ ‬بذلك‭ ‬شريكًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬القرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬العُماني‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬السلطنة‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬وإنجازات‭ ‬فهي‭ ‬تنطلق‭ ‬اليوم‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬التنموية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬لعُمان‭ ‬ومواطنيها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومتواصل،‭ ‬وصولا‭ ‬لتحقيق‭ ‬استراتيجية‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لعُمان‭ ‬2040م‭ ‬فتبوأت‭ ‬بذلك‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬محليًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬ودوليًا‭. ‬

وترتبط‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬بعلاقات‭ ‬أخوية‭ ‬وتاريخية‭ ‬ومصيرية‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬يدعمها‭ ‬حرص‭ ‬القيادتين‭ ‬السياسيتين‭ ‬والحكومتين‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مختلف‭ ‬أطر‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬والتنسيق‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬والخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬بما‭ ‬يُلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬وطموحات‭ ‬البلدين‭ ‬وشعبيهما‭. ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وعُمان‭ ‬وقيادتها‭ ‬بخير،‭ ‬متمنين‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬التوفيق‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭.‬