رحلات طيران مخفضة
| زهير توفيقي
سبق أن كتبت مقالا عن موضوع تشجيع السياحة البينية بين دول الخليج العربية وضرورة اتخاذ قرارات بهدف زيادة مدخول دول الخليج وتعزيز وتقوية اقتصادها الوطني.
دول الخليج تمتلك مقومات سياحية جذابة ولا أبالغ في ذلك، لكن مع الأسف ينقصها التسويق اللازم عدا دبي، ومملكة البحرين على سبيل المثال وليس الحصر ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة تشارك في معارض تكاد تكون محدودة جدًا في أوروبا، لكن في اعتقادي أن ذلك ليس كافيًا، حملات التسويق يجب أن تكون مكثفة بدءًا بدول الخليج والدول العربية وأوروبا وأميركا وآسيا وغيرها، فدبي نجحت وبتفوق في هذا الجانب بفضل خطتها التسويقية المتميزة التي لاشك كلفت خزينة الدولة الكثير ولكن في نفس الوقت آتت ثمارها.
كنت مؤخرًا في زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتنقلت بين مدنها الكثيرة والبعيدة ولم تكلفن كثيرًا، وأود أن أعطي مثالا هنا، فقد كلفتني تذكرة طيران مرجعة من مدينة تامبا إلى لاس فيجاس التي تبعد 5 ساعات ونصف الساعة مبلغًا قدره 115 دولارا أميركيا فقط! صدق أو لا تصدق! ما لا أفهمه لماذا تذاكر الطيران بين دول الخليج باهظة، ولا داعي لذكر أسعارها فالجميع يعرف ذلك، والأدهى من ذلك أن تكلفة الوقود عندنا أرخص بكثير منهم.
في اعتقادي الشخصي إن أسعار التذاكر الباهظة بين دول مجلس التعاون الخليجي الهاجس الأهم لمعظم العائلات للتفكير في السفر إليها. أنا لست اقتصاديًا ولكن إذا كنا نتكلم بالمنطق، فإن بإمكان تلك الدول دعم اقتصادها من خلال التركيز على كيفية استغلال هذا الجانب بالشكل الصحيح، فالناس عند السفر تحتاج إلى المسكن والمأكل والمشرب والتسوق واستخدام المواصلات والاتصالات والقائمة تطول، لذا فإن ذلك يؤدي إلى انتعاش اقتصادها وهي كما تسمى (cycle)، فالجميع في هذه الحالة يستفيد وخصوصا أننا لا نملك قوة شرائية كبيرة، إذ نجد أن الجميع يعتمد على مواسم ومناسبات لتنشيط الأعمال، وينطبق مبدأ ( win win situation ) في هذا الجانب، إذ إن الانتعاش في الأعمال والتجارة يكون شاملا الحكومة والمؤسسات والأفراد.
لذا أقولها من هذا المنبر، المؤسسات الحكومية المختلفة وغرفة تجارة وصناعة البحرين عليها مسؤوليات وتحديات كبيرة لحلحلة هذا الموضوع ووضع خطة طموحة والتفكير خارج الصندوق، وأعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه مثلما فعلها غيرنا، ومتى ما كان عملنا بشكل جماعي فإن هذا الحلم سيكون سهل المنال. والله من وراء القصد.