صور مختصرة

“أنفخ يا شريم قال برطم ماميش”

| عبدالعزيز الجودر

“اللي‭ ‬حدني”‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬هو‭ ‬الازدياد‭ ‬اللافت‭ ‬والانتشار‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العقم،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬الذكور‭ ‬أو‭ ‬الإناث‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬عند‭ ‬شرائح‭ ‬المتزوجين‭ ‬حديثا‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬مضت‭ ‬على‭ ‬زواجهم‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وأصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬الصحية‭ ‬المتعبة‭ ‬تهدد‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة‭.‬

بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬المتخصصون‭ ‬من‭ ‬الاستشاريين‭ ‬والأطباء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬معروفة‭ ‬وأخرى‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬توصل‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مطمئنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬مفاجآت‭ ‬ومعجزات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تتخطى‭ ‬تلك‭ ‬المعوقات‭ ‬الصحية‭ ‬وأن‭ ‬تتوصل‭ ‬لنتائج‭ ‬جدا‭ ‬طيبة‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مستعصية‭ ‬سابقا‭ ‬منّ‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليهم‭ ‬بمواليد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العلاجات‭ ‬المتطورة‭ ‬والمتوافرة‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬الطبية‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكنها‭ ‬تحتاج‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬لإجرائها،‭ ‬والمثل‭ ‬البحريني‭ ‬يقول‭ ‬“أنفخ‭ ‬يا‭ ‬شريم‭ ‬قال‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬برطم”‭.‬

أريد‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع،‭ ‬الآن‭ ‬لدينا‭ ‬مواطنون‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬وضرورية‭ ‬لمساعدتهم،‭ ‬ظلوا‭ ‬محرومين‭ ‬من‭ ‬الإنجاب‭ ‬لسنوات‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينالوا‭ ‬ذلك،‭ ‬والعائق‭ ‬الرئيس‭ ‬أمامهم‭ ‬الكلفة‭ ‬المادية‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬العملية‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬3000‭ ‬دينار،‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ونسبة‭ ‬نجاحها‭ ‬80‭ ‬بالمئة،‭ ‬وبعض‭ ‬الحالات‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬إجراء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬لنتيجة‭ ‬تفرحه‭.‬

وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬المشافي‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬الصحي‭ ‬“العويص”،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المؤلم‭ ‬جدا‭ ‬سواء‭ ‬بإنشاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العيادات‭ ‬التخصصية‭ ‬وتوفير‭ ‬كامل‭ ‬الأطقم‭ ‬الاستشارية‭ ‬والطبية‭ ‬والتمريضية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بإرسال‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة‭ ‬للعلاجات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العيادات‭ ‬التخصصية‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬الأخرى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬خارجها‭.‬

بهذا‭ ‬التوجه‭ ‬الطيب‭ ‬سنفرح‭ ‬قلوب‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬الصحية‭ ‬ونفرج‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬أولئك‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬وحيرة‭ ‬وألم‭ ‬نفسي،‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬أنجبوا‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬