من أين تستقون أخباركم؟

| بدور عدنان

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منا‭ ‬يختار‭ ‬أن‭ ‬ينأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬أحداث،‭ ‬خصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسياسة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كوننا‭ ‬أفرادا‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬نؤثر‭ ‬ونتأثر‭ ‬به‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجنبه،‭ ‬يجبرنا‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬مستجدات‭ ‬الأحداث‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬وحتى‭ ‬الدولية‭ ‬منها،‭ ‬فمع‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وتعددها‭ ‬تنوعت‭ ‬المنصات‭ ‬الإخبارية‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬التيقن‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬الخبر‭ ‬أصعب‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬عليه،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬منها‭ ‬التكسب‭ ‬المادي‭ ‬السهل‭ ‬أو‭ ‬حب‭ ‬الشهرة‭ ‬والظهور،‭ ‬لكن‭ ‬أخطر‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬هو‭ ‬تزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬خدمة‭ ‬لأجندات‭ ‬خاصة‭.‬

وحيث‭ ‬تعكف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬قوافل‭ ‬إعلامية‭ ‬تستخدمها‭ ‬كأبواق‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتغيير‭ ‬الواقع‭ ‬لما‭ ‬تحب‭ ‬وتشتهي‭ ‬أن‭ ‬تقنع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬به،‭ ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الأسف،‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬مواردها‭ ‬وتمويلها‭ ‬جعلها‭ ‬تكسب‭ ‬رهان‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

مجابهة‭ ‬هذه‭ ‬الأبواق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬لا‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مفهوم‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬يتم‭ ‬تفسيره‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬موضعه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬وعي‭ ‬وثقافة‭ ‬الفرد‭ ‬برأيي‭ ‬دائماً‭ ‬هو‭ ‬الرهان‭ ‬الفائز‭.‬

إن‭ ‬الفرد‭ ‬منا،‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يسخره‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬المصادر‭ ‬الموثوقة‭ ‬للأخبار‭ ‬كون‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬مدى‭ ‬وعيه‭ ‬وإدراكه‭ ‬وتلمسه‭ ‬الحقائق،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والأقاويل‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تفنيدها‭ ‬وتبريرها‭ ‬جميعاً‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬تعدد‭ ‬منصات‭ ‬الأخبار،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬الفرد‭ ‬عاملا‭ ‬إيجابيا‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬بتمحيص‭ ‬الأخبار‭.‬

ولنا‭ ‬مثال‭ ‬في‭ ‬الأمير‭ ‬تركي‭ ‬الفيصل،‭ ‬رئيس‭ ‬الاستخبارات‭ ‬السعودية‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬توقعات‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬فيها،‭ ‬وهو‭ ‬شخصياً‭ ‬يفضل‭ ‬انتظار‭ ‬البيانات‭ ‬الرسمية‭.‬