سوالف

“اجتماعات سنوية” ومشكلة مياه الأمطار باقية بصورة دائمة

| أسامة الماجد

يقدم‭ ‬لنا‭ ‬الواقع‭ ‬دلائل‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أزلية‭ ‬هي‭ ‬غرق‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬بمياه‭ ‬الأمطار‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي،‭ ‬وتكرار‭ ‬نفس‭ ‬السيناريو‭ ‬إن‭ ‬صحت‭ ‬التسمية،‭ ‬فكل‭ ‬جهة‭ ‬تخرج‭ ‬علينا‭ ‬بتحليل‭ ‬علمي‭ ‬لطبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الشوارع،‭ ‬وتعيد‭ ‬نفس‭ ‬المواقف‭ ‬القديمة،‭ ‬فوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬“عرضت‭ ‬بداية‭ ‬نوفمبر‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬رؤساء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬نقاط‭ ‬تجمع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬وتنقسم‭ ‬إلى‭ ‬قسمين،‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأشغال‭ ‬والمهمة‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬والعامة،‭ ‬والثاني‭ ‬متعلق‭ ‬بالبلديات‭ ‬ومهمتها‭ ‬الشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬والأحياء‭ ‬الداخلية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬المناطق‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬حسب‭ ‬النطاق‭ ‬الجغرافي‭ ‬لكل‭ ‬بلدية‭ ‬وأمانة‭ ‬العاصمة،‭ ‬وتقديم‭ ‬عرض‭ ‬للخطة‭ ‬الميدانية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬وتقسيم‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬الميدانية‭ ‬وأولويات‭ ‬العمل‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬منطقة”‭.‬

ويجتهد‭ ‬البلديون‭ ‬دون‭ ‬انقطاع‭ ‬لإيجاد‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬وإدارة‭ ‬المشروع‭ ‬ذاتيا،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الاستعدادات‭ ‬التي‭ ‬نسمع‭ ‬عنها‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬سعة‭ ‬وعمق‭ ‬التجارب‭ ‬المتوفرة‭ ‬نصطدم‭ ‬بنفس‭ ‬المشكلة‭ ‬وهي‭ ‬غرق‭ ‬شوارعنا‭ ‬وانسداد‭ ‬شبكات‭ ‬المجاري‭ ‬وتعطل‭ ‬السيارات‭ ‬وخسائر‭ ‬في‭ ‬الممتلكات،‭ ‬وبقية‭ ‬قصة‭ ‬الشوق‭ ‬والدمع‭ ‬وأحلام‭ ‬النجوم‭.‬

كنا‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬أن‭ ‬تعطينا‭ ‬نسبة‭ ‬مئوية‭ ‬عن‭ ‬تفادي‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬حدتها‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أرقاما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬كمية‭ ‬تساقط‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬ونعرف‭ ‬أنه‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬استعدادات‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬تتكرر‭ ‬نفس‭ ‬المشكلة‭ ‬سنويا‭ ‬وكأنها‭ ‬مقرر‭ ‬دراسي،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬فائدة‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والتخطيط‭ ‬والتوافق‭ ‬طالما‭ ‬المشكلة‭ ‬باقية‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭.‬

من‭ ‬الضروري‭ ‬وكنتيجة‭ ‬للنجاح‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬نجحت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬ومعرفة‭ ‬الطابع‭ ‬الذي‭ ‬تأخذه‭ ‬العملية،‭ ‬بمعنى‭.. ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬مثلا،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النسبة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬50‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬أو‭ ‬سيبقى‭ ‬الجرح‭ ‬مفتوحا‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وأنوار‭ ‬وكشافات‭ ‬الاجتماعات‭ ‬مشتعلة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭.‬