حول إرهاب الجماعات والتيارات..

| عادل عيسى المرزوق

في‭ ‬ثلاث‭ ‬حلقات‭ ‬ماضيات،‭ ‬تناولت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ :‬”الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬بين‭ ‬إرهاب‭ ‬الجماعات‭ ‬والتيارات”‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأثير‭ ‬الجماعات‭ ‬الدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬وانعكاسه‭ ‬على‭ ‬الأتباع‭ ‬والمريدين‭ ‬وعلى‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬والحق،‭ ‬كان‭ ‬التفاعل‭ ‬أكثر‭ ‬وأكبر‭ ‬وأعمق‭ ‬من‭ ‬المتوقع،‭ ‬والجميل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التفاعل‭ ‬أن‭ ‬المتفقين‭ ‬والمختلفين‭ ‬تمتعوا‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الآراء‭ ‬والتعقيبات‭ ‬والتصحيحات،‭ ‬ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬في‭ ‬الجعبة‭ ‬الكثير‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬إليه‭ ‬مستقبلًا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬وتفريعاته‭.‬

وأريد‭ ‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬الحذير‭ ‬من‭ ‬“سلب‭ ‬حرية‭ ‬الفرد”‭ ‬ووقوعه‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تتفرع‭ ‬جماعات‭ ‬لها‭ ‬خطرها‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ذات‭ ‬إرهاب‭ ‬بحمل‭ ‬السلاح،‭ ‬فلها‭ ‬إرهاب‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬وإرهاب‭ ‬السيطرة‭ ‬وإخضاع‭ ‬الأتباع‭ ‬وتسييرهم‭ ‬كيف‭ ‬ووفق‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬قيادة‭ ‬الجماعة‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬التفاعل‭ ‬الكبير‭ ‬يأتي‭ ‬ومعه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتصالات‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الإخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬والمعارف‭ ‬الزملاء‭ ‬ومن‭ ‬لهم‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬سلسلة‭ ‬المقالات،‭ ‬فكان‭ ‬المجال‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬للناس‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬آرائهم،‭ ‬فبعضها‭ ‬كان‭ ‬مفيدًا‭ ‬وعلميًا‭ ‬وبعضها‭ ‬كان‭ ‬مدافعًا‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬مهاجمًا،‭ ‬فيما‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬“صبيانية‭ ‬جاهلة”،‭ ‬حيث‭ ‬الموضوع‭ ‬وهدفه‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬وما‭ ‬فهموه‭ ‬وعقبوا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الآراء‭ ‬محترمة‭ ‬ومقدرة‭ ‬وللجميع‭ ‬الشكر‭.‬

وحين‭ ‬يسرد‭ ‬البعض‭ ‬قصصه‭ ‬مع‭ ‬“كبيرنا”‭ ‬أو‭ ‬“مولانا”‭ ‬أو‭ ‬“صاحب‭ ‬الكرامات‭ ‬والمقامات‭ ‬الشريفة”،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العبودية‭ ‬والقسر،‭ ‬قد‭ ‬يصيبك‭ ‬الذهول‭ ‬مما‭ ‬تسمع‭ ‬بين‭ ‬مصدق‭ ‬ومكذب‭! ‬المهم،‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬تحدث‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬وقدم‭ ‬معلومات‭ ‬ومواقف‭ ‬وحوادث‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬نتصوره‭ ‬عن‭ ‬ممارسات‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬وهذه‭ ‬تتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات،‭ ‬والتي‭ ‬أتمنى‭ ‬شخصيًا‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬بها‭ ‬الباحثون‭ ‬والمتخصصون‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولربما‭ ‬سنحت‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬لأن‭ ‬نتناول‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يتسنى‭ ‬من‭ ‬مناسبات‭. ‬صحيح،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الإخوة‭ ‬الأفاضل‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬ترجى‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬وعي‭ ‬الناس‭ ‬وإدراكهم‭ ‬مساحات‭ ‬أكبر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬رأي،‭ ‬يقابله‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تناول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬وخصوصًا‭ ‬ما‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬توعية‭ ‬وتحذير‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أردناه،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬التوفيق‭.‬