رؤيا مغايرة

بهذه الطريقة يتم التعامل مع الحالات الإنسانية... يا وزارة التربية!

| فاتن حمزة

مؤخراً‭ ‬كثرت‭ ‬الانتقادات‭ ‬وعلت‭ ‬أصوات‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس،‭ ‬ساردين‭ ‬همومهم،‭ ‬شاكين‭ ‬مشكلاتهم‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬بين‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وبين‭ ‬بعض‭ ‬السادة‭ ‬النواب،‭ ‬حيث‭ ‬قلب‭ ‬الأمر‭ ‬مواجعهم‭ ‬وفجر‭ ‬معاناتهم‭ ‬ومعاناة‭ ‬أبنائهم‭ ‬اليومية‭ ‬مع‭ ‬مدارسهم‭.‬

نعلم‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬بقية‭ ‬الوزراء،‭ ‬لديه‭ ‬خطوط‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الميزانيات‭ ‬المرصودة،‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬نزلنا‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬قرأنا‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الشكاوى‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وتحديداً‭ ‬وزيرها‭ ‬فسنرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أمورا‭ ‬تتجاوز‭ ‬مسألة‭ ‬الميزانية‭ ‬أو‭ ‬الخطوط‭ ‬المرسومة،‭ ‬قصور‭ ‬وثغرات‭ ‬تتراكم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إصلاحها،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬مجيب‭! ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نطعن‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬الوزير‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أدائه‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭.‬

إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬نذكرها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬حيث‭ ‬رغم‭ ‬معاناتها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬فيها‭ ‬“لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي”،‭ ‬معلمة‭ ‬قدمت‭ ‬طلبا‭ ‬بنقلها‭ ‬بشكل‭ ‬مستعجل‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬بها‭ ‬مصعد‭ ‬كهربائي‭ ‬بعد‭ ‬تدهور‭ ‬حالتها‭ ‬الصحية‭ ‬وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬توجيهات‭ ‬الأطباء‭ ‬المعالجين‭ ‬بعد‭ ‬العملية،‭ ‬وكانت‭ ‬قد‭ ‬خضعت‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية‭ ‬مطولة،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب‭ ‬الخاص‭ ‬بنقلها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬استقبال‭ ‬المراجعين‭ ‬مشفوعا‭ ‬بثلاثة‭ ‬تقارير‭ ‬طبية،‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تجاوب‭ ‬الوزارة،‭ ‬ومماطلة‭ ‬مركز‭ ‬استقبال‭ ‬المراجعين‭ ‬قدمت‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للتعليم‭ ‬العام‭ ‬والفني،‭ ‬ورسالة‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المستعجلة‭ ‬لمدة‭ ‬شهرين‭ ‬تقريبا،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مماطلة‭ ‬مطولة‭ ‬بحجج‭ ‬واهية،‭ ‬كان‭ ‬الرد‭ ‬جاهزا‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نقلها‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬البديل،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بوجود‭ ‬معلمة‭ ‬فائض‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المدرسة‭ ‬بدون‭ ‬جدول‭ ‬دراسي‭ ‬وبنفس‭ ‬تخصص‭ ‬المعلمة‭ ‬المريضة،‭ ‬فهل‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬يا‭ ‬وزارة‭ ‬التربية؟‭!‬

العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بحاجة‭ ‬لجهود‭ ‬متعاونة‭ ‬متكاتفة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬رأس‭ ‬الوزارة‭ ‬حتى‭ ‬الأسفل،‭ ‬لا‭ ‬يلام‭ ‬الجندي‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬على‭ ‬تقصيره‭ ‬إذا‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬دون‭ ‬ذخيرة‭ ‬ومساندة،‭ ‬وهناك‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬متكامل‭ ‬وقيام‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

من‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لحافٍ‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬عاصف‭ ‬اجمع‭ ‬الدقيق‭ ‬المنثور‭ ‬على‭ ‬الأشواك،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لمن‭ ‬ألقيناه‭ ‬في‭ ‬اليم‭ ‬إياك‭ ‬أن‭ ‬تبتل‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬لدينا‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭.‬

اللوم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مقصر‭ ‬في‭ ‬واجباته‭ ‬ومسؤولياته،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مسؤولا‭ ‬أو‭ ‬طالبا‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬لو‭ ‬عمل‭ ‬الجميع‭ ‬بشكل‭ ‬موحد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سنحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬والتي‭ ‬أهمها‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭.‬