ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (2)

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬هم‭ ‬العنصريون‭ ‬العرقيون‭ ‬أحفاد‭ ‬مشردي‭ ‬القبائل‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي،‭ ‬ليقوم‭ ‬بتغيير‭ ‬الطبيعة‭ ‬والتركيبة‭ ‬السكانية‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬لبلاد‭ ‬عربستان‭ ‬العظمى،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مناكفة‭ ‬المحتلين‭ ‬العثمانيين‭ ‬أراضي‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬أما‭ ‬المكون‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬فهو‭ ‬“العنصريون‭ ‬والعرقيون‭ ‬العثمانيون‭ ‬الجدد”،‭ ‬وثالث‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬شعوبيو‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية،‭ ‬وهذا‭ ‬المثلث‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قاد‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬لتقسيم‭ ‬وتسهيل‭ ‬احتلال‭ ‬أبناء‭ ‬المشردين‭ ‬وأبناء‭ ‬العثمانيين‭ ‬الغزاة‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬تحت‭ ‬حجج‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ومقاومة‭ ‬إسرائيل‭.‬

والدخول‭ ‬المؤسف‭ ‬القطري‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬جاء‭ ‬لاحقا‭ ‬على‭ ‬الأحلام‭ ‬الصفوية‭ ‬والعثمانية‭ ‬القذرة‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬والمستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬بل‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية،‭ ‬ومنذ‭ ‬استقلال‭ ‬قطر،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سياسة‭ ‬مضادة‭ ‬للسعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬الآن،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬سياسة‭ ‬مؤيدة‭ ‬للإجماع‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬آنذاك‭ ‬توالي‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬الصفويين‭ ‬والعثمانيين‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬الآن،‭ ‬لهذا،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬بدايات‭ ‬انتهاج‭ ‬قطر‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الشعوبية‭ ‬الجديدة‭ ‬وتحالفها‭ ‬مع‭ ‬الصفويين‭ ‬والعثمانيين،‭ ‬حتى‭ ‬نعرف‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬لماذا‭ ‬دخلت‭ ‬قطر‭ ‬مع‭ ‬هذين‭ ‬الضلعين‭ ‬لتكوين‭ ‬المثلث‭ ‬الشعوبي‭ ‬الصفوي‭ ‬العثماني‭ ‬القطري‭.‬

فبعد‭ ‬حقبة‭ ‬عام‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قيام‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بإزاحة‭ ‬والده‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬قطر،‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭ ‬قطرية‭ ‬لجيرانها‭ ‬بمساندة‭ ‬محاولة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬استرجاع‭ ‬نظامه‭ ‬والحكم‭ ‬القطري،‭ ‬انتهج‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”‭ ‬سياسة‭ ‬مواجهة‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬بالتحديد،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬أدوارهم‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تشويه‭ ‬صورتهم‭ ‬والمساس‭ ‬بأمنهم‭ ‬وتحريض‭ ‬شعوبهم‭ ‬وإثارة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والعالمي‭ ‬أيضا‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬بالتحالف‭ ‬مع‭ ‬الصفويين‭ ‬والعثمانيين،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬عملوا‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬وتونس‭ ‬والصومال‭ ‬والأردن‭ ‬ولبنان،‭ ‬لهذا،‭ ‬فبعد‭ ‬96‭ ‬انتهج‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬“نظام‭ ‬الحمدين”‭ ‬سياسة‭ ‬تدمير‭ ‬وتقسيم‭ ‬وضرب‭ ‬أمن‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر‭ ‬والبحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولات‭ ‬قطرية‭ ‬لإسقاط‭ ‬بعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية،‭ ‬متسترة‭ ‬مع‭ ‬العثمانيين‭ ‬والصفويين‭ ‬بشعار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬كغطاء‭ ‬لتمكين‭ ‬كسرى‭ ‬طهران‭ ‬والمنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬العثماني‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬فكريا،‭ ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬مؤسفة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الشقيقة‭ ‬قطر‭ ‬ضد‭ ‬أمننا‭ ‬وأمن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬