سوالف

اسألوا أنفسكم يا من كنتم تتشدقون بإيران وتدافعون عنها

| أسامة الماجد

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬وعمقا،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصير‭ ‬“خونة‭ ‬الدوار”‭ ‬والقسم‭ ‬الأكبر‭ ‬منهم‭ ‬مشرد‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ ‬وسقوط‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬جيشا‭ ‬من‭ ‬المحتجين‭ ‬يكبر‭ ‬ويزداد‭ ‬ضخامة‭ ‬وقوة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬الإيرانية؟‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصير‭ ‬المجلات‭ ‬والصحف‭ ‬والإذاعات‭ ‬والفضائيات‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬2011‭ ‬بالزيف‭ ‬والكذب‭ ‬والفبركات،‭ ‬فلا‭ ‬يكاد‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬كذبة‭ ‬وتزويرا‭ ‬للحقائق،‭ ‬وكيف‭ ‬سيعيش‭ ‬أيضا‭ ‬المجندون‭ ‬الذين‭ ‬أدمنوا‭ ‬الكذب‭ ‬من‭ ‬مراسلين‭ ‬ومذيعين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬ويحرق‭ ‬غاباته،‭ ‬فالمغريات‭ ‬المادية‭ ‬ستتوقف‭ ‬وظاهرة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬ليست‭ ‬خالدة‭ ‬ومصيرها‭ ‬واضح‭ ‬ونهايتها‭ ‬محتومة‭. ‬

لا‭ ‬أظن‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬باعوا‭ ‬أوطانهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وتمرغوا‭ ‬بالأوحال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬رضى‭ ‬الملالي‭ ‬والتشدق‭ ‬بسلطتهم‭ ‬الخاوية‭ ‬وفسادهم،‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬حاضرهم‭ ‬ومستقبلهم‭ ‬وهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬تاريخ‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬زائلا‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬ولا‭ ‬مستقبل‭ ‬له‭ ‬والمايسترو‭ ‬الواحد‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬خطوات‭ ‬الرجعية‭ ‬“خامنئي”‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أصلا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬يحمل‭ ‬كفنه‭ ‬تحت‭ ‬إبطيه‭ ‬ويدفن‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه‭. ‬أين‭ ‬ستذهب‭ ‬الصيحات‭ ‬والأطروحات‭ ‬وأمراض‭ ‬المغامرة‭ ‬وبرنامج‭ ‬“الصمود”‭ ‬والمقالات‭ ‬والبيانات‭ ‬التي‭ ‬صدعت‭ ‬رؤوسنا‭ ‬عن‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومضمار‭ ‬نهوضها‭ ‬وتقدمها‭ ‬ومقاومتها؟‭ ‬

المسألة‭ ‬ليست‭ ‬كمن‭ ‬يصاب‭ ‬بالحمى‭ ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬الحي،‭ ‬ويجري‭ ‬الطبيب‭ ‬فحوصات‭ ‬ويستعد‭ ‬إلى‭ ‬شرح‭ ‬المريض،‭ ‬المسألة‭ ‬خسارة‭ ‬وطن‭ ‬وحب‭ ‬فاشل‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬وتوسد‭ ‬براميل‭ ‬مزابل‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬ليال‭ ‬موحشة،‭ ‬فاسألوا‭ ‬أنفسكم‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬كنتم‭ ‬تتشدقون‭ ‬بإيران‭ ‬وتدافعون‭ ‬عنها،‭ ‬ماذا‭ ‬أعطتكم‭ ‬غير‭ ‬البشاعة‭ ‬والخسارة‭ ‬والبؤس،‭ ‬وماذا‭ ‬استفدتم‭ ‬من‭ ‬وقوفكم‭ ‬معها‭ ‬ضد‭ ‬الوطن‭ ‬غير‭ ‬مسحوق‭ ‬الكلور‭ ‬الذي‭ ‬أقفل‭ ‬مسام‭ ‬عقولكم‭.‬

عموما‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يعشق‭ ‬إيران‭ ‬ستكون‭ ‬عنده‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬التخفي،‭ ‬حاملا‭ ‬همومه‭ ‬وعذابه‭ ‬بنفسه،‭ ‬فحذاري‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬تتلون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وتتغير‭ ‬مثل‭ ‬فصول‭ ‬السنة‭.‬